عبد الغني الحايس يكتب | رمضان شهر الكرم والخير

0

شهر رمضان شهر الخير والبركات، كل عام ومصر والعالم والإنسانية كلها بخير فى شهر الرحمة والبركات .
ففى رمضان تسود البهجة، والتراحم، والمودة بين الجميع، مسلمين و مسيحين، فمظاهر الشهر الكريم تظغى على الجميع، فنحن نستعد لرمضان بالزينات فى الشوارع، والمنازل، والمساجد، ويتقدمه فانوس رمضان فى تقليد مصرى صميم، وممارسة الطقوس من صلاة، وتراويح، وقراءة للقرآن الكريم،والإلتفاف فى المسجد حول الشيخ لسماع الحديث بعد صلاة العصر وما قبل صلاة العشاء، وزيارات متبادلة بين الأهل، والأصدقاء، وشراء الياميش،وفى ليلة رؤية الهلال لا ننام بعد ان يتم ان أول ايام رمضان غدا وتبدا صلاة التراويح والسحور، وكنا ونحن صغار نذهب الى المسجد حتى يصعد الشيخ المئذنة ليؤذن وقت المغرب ونذهب بسرعة البرق لإخطار أسرنا ان عليهم الإفطار .
مصر من قبل العهد الفاطمى وبعده كان لها طقوس فى استقبال شهر رمضان يطول وصفها،قد تكون تغيرت بعد المدنية وعصر التكنولوجيا،ولكن يبقى رمضان فى القلب شهر المحبة والتالف والرحمة والتسابق الى فعل الخيرات.
وكان الرسول صلى الله علية وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حتى لقبة أمين الوحى جبريل علية السلام ( كان اجود بالخير من الريح المرسلة) .
وعلينا الإقتداء بسيرة سيدنا رسول الله، وان نسير على خطاه ونتمسك بكتاب الله وسنة حبيبة محمد صلى الله علية وسلم، وان نكثر من الصدقات، فهى من جليل ما شرعة الله، ومن أفضل الأعمال، وأحبها الى الله سبحانه وتعالى ، وتدفع البلاء، والأمراض، وترفع الشدائد، وتفك الكروب .
وقال سيدنا عمر بن الخطاب (ان الأعمال تتباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم ) فما نقص مال من صدقة، وقد قال الله فى محكم كتابة (لن تنالو البر حتى تنفقوا مماتحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم ) فيجب أن نخرج زكاتنا وصدقاتنا وان نتراحم وأن يعطف الكبير على الصغير والغنى على الفقير فالخير فى امة رسول الله الى يوم القيامة، وان نعود الى الله ففى التراحم موده .
فى شهر رمضان يتسابق الجميع على الخير الغنى والفقير ونرى مشاهد رائعة من مواطنيين مسلمين ومسيحين على الطرقات يتسابقون لإفطار صائم على الطريق بتمرات وشربة ماء، ومن يقيمون موائد الرحمن، وما فى استطاعتهم الكل سباق الى الخير، يصنعون المعروف بقلب صافى، ومحبة خالصة تقربا الى الله فقد قال رسول الله ( من افطر صائما كان له مثل اجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ).
وقال علية الصلاة والسلام (اتقوا النار ولو بشق تمرة) .
فرمضان شهر تضاعف فية الحسنات وترفع فية الدرجات، ويجب علينا استغلال الشهر الكريم فى تقديم اعمال تقربنا الى الله سبحانة وتعالى، والمداومة على الفضل، والبذل فى الانفاق فى سبيل الله.
وقال صلى الله علية وسلم (السخى قريب من الله قريبا من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار . والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخى أحب الى الله من عابد بخيل )
فلا تتجنوا على شهر رمضان، وتدينوا الظروف والأوضاع ونقول رمضان جاء فى ظل ظروف اقتصادية صعبة على الناس، ووسط غلاء فاحش فى الأسعار، فهذا تجنى على الشهر الفضيل، علينا ان نعود الى الله، ونتوكل عليه سبحانة وتعالى، وجميعنا على يقين اننا فى شهر تتنزل فيه الرحمات وتكثر فيه الخيرات .
فلو افردنا فى الحكايات لمئنا الصحف بقصص تثير الشجون وتدمع العيون، تلهب الحماسة فى العطاء، لما فيها من ثواب عند الله، وعلينا ان نعود الى انسانيتنا وان نتراحم، ونتكافل، ونعين بعضا البعض، فرمضان شهر كريم غنى بالخيرات واليمن والبركات وان نستمر فى تلك الحالة الروحانية لما بعد رمضان وفى كل وقت .
ولقد شاهدنا فى استاد القاهرة الحفل الكبير الذى رعاه رئيس الجمهورية، ومعه منظمات المجتمع المدنى، فى التحالف الأهلى للعمل التنموى، فى انطلاق مبادرة كتف فى كتف، لرعاية المحتاجين من شعبنا، فى تضافر وتكاتف للوصول الى كل اهالينا وسد عوزهم، ومساندتهم فى الظروف الإقتصادية الصعبة التى نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها فيروس كوفيد، ووسط تعاهد على دوام التكاتف والمساندة لبعضهم البعض، تحديا للظروف حتى يكشف الله تلك الغمة، ويعم الرخاء مع البناء والتطلع الى مستقبل أفضل ومصر ناهضة قوية. وكل عام وانتم جميعا بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.