عبد الله الجنايحي يكتب | أوهام السياسة وطموح الشباب
تطل علينا كل فترة الكثير من الندوات والمؤتمرات السياسية، والمنتديات، والتي تدعو لمشاركة الشباب في الحياة السياسية والعمل العام، وتحاول بعض المبادرات والحركات والأحزاب استقطاب مجموعات من الشباب للترويج لأفكارهم وأيديولوجياتهم، فهذا له مردود طيب، ودعوة كريمة للمشاركة الإيجابية والفعالة. لكن هذه الدعوات هي دعوات موسمية تطل علينا كل فترة، حتى تنتهي الفاعلية وتزول بعدها الاجتماعات والندوات، حتى يعود الشباب إلى ما كانوا عليه.
الحقيقة على أرض الواقع أن الشباب يحتاج قبل كل هذا إلى التهيئة السياسية الصحيحة، ويحتاج إلى مزيد من الوعي لكيفية خوض هذه التحديات، والتدرج في التعلم حتى يصل للوعي الكامل لتحمل مثل هذه المسئوليات.
لقد رأينا نماذج للسياسة المجوفة التي خرجت علينا الفترة الماضية، نماذج قفزت على الساحة السياسية استغلت قدراتها المادية لاختراق الواقع السياسي الحالي، لكن كل المثقفين السياسيين الحقيقيين يجلسون على كراسي المتفرجين يستمتعون بالرؤية البعيدة للأحداث الجارية، ينظرون إلى هؤلاء ولا يتدخلون، البعض يرى أن هذا خطأ، ولكن رؤيتهم هي أن المناخ غير مناسب للدخول في مثل هذه المنافسة.
على الناحية الأخرى، نرى مجموعات شبابية تنطلق وبقوة نحو أهداف واستراتيجيات وضعت مسبقًا لتحقق التنمية الفعالة والمستدامة، وتوفر لنفسها مناخا سياسيا واجتماعيا وخدميا يحقق لهم الاكتفاء الذاتي والتجرد من الأنا للوصول لتحقيق الرخاء المجتمعي للجميع ولوطننا الغالي مصر.
أرى إن بعض الشباب لديه الكثير ليقدمه للشارع السياسي، ولكن ينتظر الفرصة المناسبة والمناخ المناسب لإثبات قدراته الحقيقية.
رسالة أخيرة للشباب الطامح للمنافسة السياسية، لا تستعجل الأمور وتسلح بالهدوء، ومارس السياسية من أبوابها، تعلم ثم تعلم ثم تعلم ثم شارك ومارس ولا تتسرع لنيل بعض الألقاب المؤقتة. حاول أن تصل إلى ما تريده لكن بالتأني واكتساب الخبرات التي تجعلك تصل إلى مرادك ليهابك كل من في الشارع السياسي. وتذكر دائمًا “أن السياسي الناجح، هو من يصل إلى مراده ليكسب ثقة الجميع واحترام عقول أعدائه قبل محبيه”