عبد الوهاب عامر يكتب | هل يضام عرين العروبة؟

0

منذ أواخر القرن المنصرم، وتعيش منطقتنا حالة من عدم الاستقرار، بدأت بحرب الخليج الأولى، ومرورا بما جاءت به من تبعات للقوى الغربية، وصلت لاحتلال العراق فى ٢٠٠٣ م.
فدائما ما يخبرنا التاريخ، أن محاولات العدوان على الأمة، تبدأ من الشرق، وتتحطم تلك المحاولات على أرض مصر. وقد كان بداية هذا السعي بعملية احتلال العراق ٢٠٠٣م، وتواجد قوات المحتل بشكل مباشر على أرض مشرق الوطن العربي.
ومن المسلم به، أن أمن المشرق العربى، جزء لا يتجزأ من الأمن القومى للدولة المصرية والأمة العربية.
فالدولة السورية الآن، تواجه معركة، قد تمثل الفصل الأخير فى بقائها كدولة، وفق الشكل الحالى، وفلسفة كونها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة.
فتعدد القوى المحاربة ضد الجيش العربى السورى المدفوعة من مخابرات دول خارجية، هو ما يثير الخوف تجاه حجم المخاطر، التى تواجه الدولة السورية.
ويكمن السؤال الأهم فى هذا الصدد، هل تنكسر الدولة السورية، ونظام البعث العربى جراء كل هذا الطوفان ضدهما من أحداث وحروب ومحاولات لإسقاطهما.
وكيف سيكون شكل مستقبل الدولة السورية فى خريطة الجغرافيا السياسية مستقبلا؟.
لا شك أن سوريا، هى الدولة الوحيدة العربية فى هذه المرحلة، التى تملك نظاما ينتهج منهج الأيدلوجية القومية العربية، وهى أحد مرتكزات محور المقاومة لمواجهة المد الصهيوأمريكى، بل قد تكون المرتكز الأبرز والأوحد فى هذا الوقت.
إن محاولة إسقاط النظام القومى فى سوريا، لم تبدأ فى أحداث ٢٠١١م وحسب، بل قبل فترات طويلة من ثمانينيات القرن الماضى من جماعات الإسلام السياسى المدفوعة بسذاجة من قوى العدوان الصهيوأمريكى.
فالمعركة منذ تلك الفترة، لم تتوقف رغم هدوئها لفترات فى تاريخ صراع المواجهة القائم، لكنه مع إدراك العدو مدى دعم الإسناد، الذى تقدمه الدولة السورية للمقاومة فى فلسطين ولبنان، وحتى ضد القوات الأمريكية فى العراق سابقا. وعملية “طوفان الأقصى” المبارك، التى زلزلت أركان دولة العدو الصهيونى، ما استلزم استراتيجية جديدة، يتبعها العدو نحو محاولة إسقاط نظام البعث السورى الداعم ومقدم يد الإسناد للمقاومة.
وقد بدأ العدو فى تحريك أدواته فى سوريا بشكل معلن منذ تهديد نتنياهو للنظام فى سوريا بالعمل ضده لإسقاطه إذا لم توقف سوريا عن الإسناد المسلح للمقاومة على جبهات القتال فى فلسطين، ويدها الطولى فى لبنان، الأمر الذى يدفعنا نحو ما مدى صمود الجيش العربى السورى فى مواجهة كل القوى المدعومة من دولة أجنبية ضده؟ وهل ستكون سوريا هى محور سقوط مشروع الهيمنة الإسرائيلية فى المنطقة؟.
وما يدعونا للتساؤل أيضا ما هى استراتيجية الجيش العربى السورى من انسحاب واخلاء القواعد حتى قبل وصول قوات المسلحين والاشتباك معها من الأساس؟.
وأين هى استراتيجية مواجهة حروب العصابات، التى تبناها الجيش قبل ذلك فى مواجهة المسلحين، التى حققت نجاحات كبرى قبل سنوات؟ .
ولكن هل يحضر الجيش العربى السورى لمعركة فاصلة دون الدخول لاستراتيجية شن العمليات العسكرية داخل المدن لما تسببها من تدمير لهيكل المدن الحضارى؟.
هل يحاول الجيش العربى السوري، وفق الاستراتيجية الجديدة للانسحابات، سحب الفصائل المسلحة للأرض المفتوحة والمكشوفة، ليشتت توزيع عناصر تلك الجماعات المسلحة، ما يسهل عملية الجيش فى القضاء عليهم، وتسهيل العملية العسكرية؟.
ولكن، وماذا أن كانت هذه الانسحابات فعلية، ونتيجة لضعف داخلى فى الدولة السورية؟ هل تفرض إرادة اليد الطولى لإسرائيل فى المنطقة، وتضمن حياد سوريا للأبد من إسقاط النظام؟ ما سيمكن إسرائيل من تحييد جميع قوى الإسناد للمقاومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.