عدنان حسن يكتب | روسيا الاتحادية والاتجاه نحو الأورسية

0

فى ديسمبر 1991 تم توقيع وثيقة مينسك بين دويلات الاتحاد السوفيتي التى تقضي بحل الاتحاد السوفيتي وانشاء صداقة الدول المستقلة. لم يعد لدى الكريملين عمل يقوم به حيث تم التخلص من الاتحاد السوفيتي باحترافية وحل محلة اتحاد (صداقة الدول المستقلة). الرئيس جورج بوش في خطاب في أواخر 1991 الى الشعب الأمريكي “25 ديسمبر 1991” بمناسبة عيد الميلاد يشكر جورباتشوف على جهوده في تفكيك الاتحاد السوفيتي. هذه اللحظة التارخية في التاريخ هل كانت لصالح روسيا وهل كانت لصالح الدول الصديقة وهل كانت لصالح العلاقات الدولية؟ هذه التساؤلات ستظل مطروحة دون إجابة حاسمة ولكنها كانت لحظة فارقة في إعادة تشكيل روسيا حديثة، وعالم غربي مسيطر وعلاقات دولية يسودها القطب الأوحد.

في يوم 29 مايو 1990 أعلن يلتسن رئيسا لمجلس السوفييت الأعلى (البرلمان السوفيتي) وفي 12 يونية 1991 تم انتخابه بالاقتراع العام المباشر رئيسا لجمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية وكانت في هذا الوقت إالجمهوريات ال 15 المكونة للاتحاد السوفييتي. بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي بإحترافية بإبرام اتفاقية مينسك، لم يعد هناك اى لزوم لمنصب رئيس الاتحاد السوفيتي الذى كان يشغله جورباتشوف حلت جمهورية روسيا الاتحادية محل الاتحاد السوفيتي في شغل المكانة الدولية وفي الامم المتحدة ومجلس الأمن. وتعهد يلتسن بتحويل الأقتصاد الروسي الى الأقتصاد الحر وعلاج البلاد بالصدمة الأقتصادية وتحرير الأسعار والخصخصة في جميع أنحاء البلاد. وبذلك بدات مرحلة التأرجح بين الرأسمالية والشيوعية، لم يكن التحول إلى الأقتصاد الحر مفروشاً بالورود إذ كانت مقاومة الشيوعين قوية وكانوا يسيطرون على البرلمان “السوفيت الأعلى” كما لم تتم الخصخصة بإجراءات سليمة ومشروعة. وقعت اغلب ممتلكات وثروة الدولة فى ايدى قلة تسمى الأوليغارشية، بسبب التحول الكلي والمفاجئ والسريع، ونشأت طبقة من المليونيرات والمليارريرات كونوا قوة شبهوا انفسهم بالبارونات للصوص في القرن التاسع عشر الذين تقاسموا الثروات والأراضي. هكذا اصبح عصر يلتسين موصوفا بانتشار الفساد، والمعاناة من التضخم والانهيار الاقتصادى ومشاكل سياسية واجتماعية هائلة نتجية لاستمرار انخفاض اسعار النفط والسلع الاساسية خلال فترة التسعينات. فى أكتوبر سنة 1993 حدث انقلاب عندما أوقفت القوات الموالية ليلتسن انتفاضة مسلحة خارج مبني البرلمان مما أدى إلى وقوع قتلى. ثم ألغي يلتسن الدستور الروسي القائم حينذاك وحظر المعارضة السياسية وضاعف جهوده لتحويلة الاقتصاد إلى اقتصاد حر، وتم وضع دستور 1993. وعلى الصعيد الدولي في حقبة يلتسين، شهدت روسيا انهيار اقتصادى وتراجع على المستوي الدولي لصالح الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وانعكس تفكك الاتحاد السوفيتي على جمهوريات الاتحاد السوفيتي انعكاسا سلبيا، كما أدى إلى انهاء عصر الثنائية القطبية. كما حاول يلتسين كثيرًا التودد والتقرب من الغرب ولكن كل المحاولات بائت بالفشل.

كان لابد من أن تفيق روسيا من الصدمة ويصحو يلتسين من غفلته ويبدأ التفكير في سياسية روسيه خارجية جديدة، بدأ الرئيس يلتسين فى تغيير السياسية الخارجية الروسية مع بداية 1994 حيث بدات الخطوات الروسية نحو تأسيس اوراسيا الجديدة والفلسفة وراء هذا التوجه هو ان روسيا الاتحادية هى دولة أوربية أسيوية وهذه الحقيقة الجغرافية هى مصدر قوة ومصدر تهديد. ففى هذا الموقع تكمن مصالحها ومن هذا الموقع تتعرض لتهديد أمنها القومى.

تأكدت سياسية التحول نحو أورسيا الجديدة مع تعيين بريماكوف وزيرا لخارجية روسيا 1996 بعد التغيير البطئ 1994 نحو الاستقلال واستعادة المكانة الدولية. وضع بريماكوف خطة استراتجية لروسيا الاتحادية عرفت بمبدأ بريماكوف وتدور الخطة حول عدة محاور منها انشاء نظام عالمي جديد يقوم على التعددية القطبية، انشاء اتحاد أوراسي بين روسيا الاتحادية والصين والهند لموازنة القوة الامريكية الاوروبية وكانت افكار بريماكوف هى المستوحاه لتوسيع المثلث الاستراتيجي بأضافة جنوب أفريقيا – البرازيل وهذا التحالف الاستراتيجي هو ما يعرف اليوم بتحالف بريكس، وايضا معرضة توسع حلف شمال الاطلنطى، وتثبيت انتهاء العداء مع دول حلف شمال الأطلنطي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.