عرفات الخطيب يكتب | الصناعة.. ركيزة أساسية للاقتصاد

0

يُعدّ قطاع الصناعة في مصر أحد أهم الركائز التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني في المرحلة الراهنة، وهو من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تنقل البلاد نحو مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا. فالصناعة لا توفر فرص العمل فحسب، بل تسهم أيضًا في تقليص فاتورة الاستيراد، وتشجيع التصدير، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الميزان التجاري ويُعزّز شعار “صُنع في مصر”.

في السنوات الأخيرة، شهدنا خطوات ملموسة نحو تطوير القطاع الصناعي، حيث بدأت الدولة تركز على إنشاء مناطق صناعية متخصصة، مثل مدينة الجلود في الروبيكي، ومدينة الأثاث في دمياط، ومدينة النسيج في السادات. وهذه المناطق ليست مجرد تجمعات لمصانع، بل منظومات متكاملة تُهيئ بيئة محفزة للمستثمرين وأصحاب المصانع، وتوفر لهم مقومات النمو والنجاح.

وفي الوقت ذاته، تحظى الصناعات الصغيرة والمتوسطة بدعم متزايد، وهو ما يُعد خطوة بالغة الأهمية، إذ تُشكّل هذه الصناعات المحرك الرئيسي للاقتصاد من القاعدة، وتمنح شريحة واسعة من الشباب فرصة إطلاق مشاريعهم الخاصة والمساهمة في التنمية.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، من بينها ارتفاع أسعار المواد الخام، وتكاليف الإنتاج، وصعوبة الحصول على التمويل في بعض الأحيان. هذه العقبات تُثقل كاهل المصانع الصغيرة، وتُهدّد قدرتها على الاستمرار. غير أن الحكومة بدأت تتخذ خطوات للتعامل مع هذه الإشكاليات، من خلال تقديم تسهيلات تمويلية، وحوافز استثمارية، بهدف تخفيف الأعباء على الصناع وتحفيزهم على الاستمرار والتوسع.

ومن المظاهر الإيجابية أيضًا، تنامي الوعي بأهمية الصناعات الخضراء، ما يدل على توجه حقيقي نحو تحقيق الاستدامة البيئية، والالتحاق بركب الاقتصاد العالمي الحديث، الذي لم يعد يفصل بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

بوجه عام، يُبشّر مستقبل الصناعة في مصر بالخير، لكنه يتطلب عملًا دؤوبًا، وتعاونًا حقيقيًا بين الحكومة، والقطاع الخاص، والمواطنين. من الضروري أن ندعم المنتج المحلي، ونرعى الصناعات الناشئة، ونُفسح المجال أمام الشباب للمشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد قوي وحديث.

في الختام، ليست الصناعة مجرد مصانع وآلات، بل هي أمل حقيقي في وطن منتج، واقتصاد مستقل، ومستقبل أفضل لنا جميعًا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.