علاء اللاذقي يكتب | الأزمة الاقتصادية والدول الفقيرة والنامية
الظروف الدولية الاقتصادية والسياسية العامة والمفاجآت والظروف الاستثنائية هي من الاحتمالات، وسنين الرخاء قد تتبعها سنين يابسات عجاف، والشعب يتطلع دائمًا لحكومته بوصفها حارسة للأموال العامة، عاملة لصالحه ولصالح الأجيال المقبلة.
لا شك أن أي هزة أو أزمة اقتصادية تظهر آثارها أولًا على الطبقة المتوسطة بشكل عام والتي تمثل جوهر الدولة وأساس بنيانها وعامل الأساس في ازدهارها. والطبقة المتوسطة بمعناها الدقيق هي الطبقة العاملة تليها الطبقة الفقيرة، فالمسائل الاقتصادية مرتبطة ببعضها ومتشابكة بحيث إنها تتفاعل وتتجاوب ويؤثر كل منها في الأخرى وهي جميعا تؤثر على مستوى المعيشة وحقيقة الأمر أن تأثير الأزمة المالية سيكون أكبر بكثير على الدول النامية وسيزداد عمق المشكلات التي تعاني منها أصلًا من ضعف في التنمية وزيادة في البطالة إلى تورط الدولة ذاتها بالديون.
هذا بدوره سيؤدي إلى تدهور كبير في الشؤون الصحية والتعليمية، وتدهور في الأراضي المزروعة مع تناقص الرقعة الزراعية وزيادة كبيرة في أعداد الفقراء في العالم، ومع أن الأزمة المالية أصابت الدول المتقدمة. ولكن علينا ألا ننسى وجود العوامل الأساسية والبنية اللازمة للنمو وتجاوز الأزمة خلال عام أو عامين في حين أن الأزمة ستؤثر على الدول النامية لعقدين أو أكثر فالدول النامية في مركز ضعيف من الوجهة الاقتصادية إذا قارناها بالدول التي بلغ فيها التصنيع شأنًا عظيمًا. لذلك سنرى بشكل عام ضعف المكانة الاقتصادية للطبقة الوسطى وزيادة كبيرة في عدد العمال العاطلين وزيادة في الفقر قد لا نشهد له مثيلًا خلال هذا القرن.
لا أريد لأن أسهب في الحديث عما يترتب عن هذه الأزمة فقد أصبح واضحًا لكل ذي بصيرة، ولن أدخل في تعقيداتها لأن الباحثين يعملون على تفنيدها، والسؤال الأهم هو لو أن المشكلة وقعت كيف نواجهها؟ وكيف نخفف من وطأتها؟ ويمكن طرح بعض الحلول فيما يلي:
1ـ عدم محاولة اخفاء الحقيقة او تجاهلها لان الشعب هو من سيدفع الثمن في النهاية
2ـ النقد العام والنقد الذاتي وبجرأة من الطرفين الدولة والمواطن
3ـ التعاون على تنسيق الآراء واخراجها الى الوجود الحي نابضة بالمعرفة والخبرة والفهم
4ـ التركز: بمعنى انشاء المنشآت الكبرى وتحديد الانتاج وترشيده بحيث يمنع الافراط في الانتاج
5ـ تحسين البنوك والطرق الفنية لعملها بحيث لا تصبح عبئا على الانتاج ونشاطه
6ـ الرقابة الدائمة وضبط عناصر السوق منعا للانفلات
7ـ التركيز على المحاصيل الاستراتيجية والاكتفاء الذاتي منها على الأقل