علاء مصطفى يكتب | الذكاء الاصطناعي .. لاتخافوا ولكن احذروا

0

“إن أي شخص يقود سباق الذكاء الاصطناعي بشكل ناجح، سيحكم العالم”، هذا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للطلاب الروس في يومهم الأول من الدراسة في عام 2017.
أصبحت هذه الجملة المقتضبة واقع نعيشه اليوم ونشهد حلقاته يوميا في مسلسل المنافسة الشديدة التي تشهدها صناعة الذكاء الاصطناعي بين الشركات الرائدة في هذا المجال. من بين هذه الشركات Google وMicrosoft وOpenAI الذين يعملون بجد لتطوير تقنيات وحلول مبتكرة معتمدة على الذكاء الاصطناعي، حيث تستثمر كل منهم مليارات الدولارات سنويًا في البحث والتطوير، وتطوير الخوارزميات الذكية وتحسين الخدمات والمنتجات التي تقدمها.
المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت تنحو نحو مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير برمجيات المحادثة بسرعة البرق، حيث يعد هذا المجال من أهم المجالات التي تتنافس فيها شركات التكنولوجيا حاليًا، نظرًا للفوائد الكبيرة التي يمكن أن يحملها للمستخدمين والشركات على حد سواء. وبما أن هذه الشركات تنتج تقريبًا كل ما نستخدمه على الإنترنت، يمكننا توقع كيف يمكن أن تؤثر هذه المعارك على الطريقة التي نستخدم بها التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
وقد أثارت هذه الظاهرة حفيظة الكثيرين من الخبراء والمتخصصين في المجال، حيث بدأوا في طرح الأسئلة حول مستقبل الإنسانية والمجتمعات وتأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على العمل والاقتصاد والأخلاقيات، بل دعوا إلى التوقف عن تدريب الأنظمة القوية للذكاء الاصطناعي، نظراً للمخاطر المحتملة التي تشكلها على المجتمع والبشرية.
واحدًا من أشهر المؤيدين للذكاء الاصطناعي هو إيلون ماسك، الملياردير الأميركي، وهو من أوائل المستثمرين في شركة OpenAI، الشركة الناشئة المهتمة بالبحث والتطوير والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، والمالكة لتطبيق المحادثات الأشهر ChatGPT. في حوار له في عام 2014، وصف ماسك الذكاء الاصطناعي بأنه “أكبر خطر نواجهه كمدنيين” وأشار إلى أن “الذكاء الاصطناعي يشكل خطرًا أكبر على الأشخاص من الأسلحة النووية”.
على الجانب الآخر يشير بعض الخبراء والمتخصصين إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا على إيجاد حلول لكثير من التحديات التي تواجه البشرية، مثل الفقر والأمراض وتغير المناخ. وبالتالي، يجب على الجميع النظر في الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي والعمل معًا لضمان تطويره بطريقة آمنة ومستدامة.
لذلك يرى إيلون ماسك، أن الحل الوحيد لتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن هو وجود تعاون شامل بين الدول والشركات والخبراء لإنشاء إطار تنظيمي يضع قواعد واضحة ومسؤوليات محددة لتنظيم تطوير الذكاء الاصطناعي. كما يحث على زيادة الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي وتدريب المهنيين والخبراء الذين يعملون في هذا المجال.
خلاصة القول، تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزء من واقعنا وعلينا اجادة التعامل معها وإحداث حالة توازن بين الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه التكنولوجيا. ويجب على الجميع العمل معًا لضمان تطويرها بشكل آمن وفعال ومستدام، والتأكد من أن تكون الأولوية الأساسية هي تحسين حياة الناس وحماية خصوصيتهم وأمنهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.