علاء مصطفى يكتب | كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي: مستقبل واعد وفرص لا محدودة

0

مع بداية أعمال تنسيق المرحلة الأولى للقبول بالجامعات وانشغال الأسر المصرية في البحث عن أفضل الكليات لأبنائهم، أصبحت كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي محط اهتمام متزايد من الطلاب وأولياء الأمور. هذا الاهتمام يعكس الوعي المتنامي بأهمية هذه التخصصات في ظل التحولات الرقمية السريعة التي يشهدها العالم اليوم. ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة، يدرك الجميع أن المستقبل يتطلب مهارات متقدمة في الحوسبة والذكاء الاصطناعي، ولم تعد هذه الكليات مجرد اختيار بين العديد من الخيارات، بل أصبح البعض يراها طريقًا مضمونًا نحو مستقبل مهني واعد ومليء بالفرص، سواء داخل مصر أو خارجها.

أفتخر بكوني أحد خريجي كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة. حينها كانت تلك الخطوة غير مألوفة لكثيرين، ولكنني كنت مدركًا لأهمية هذا المجال في تشكيل المستقبل. كانت التوقعات المهنية غامضة، والمسارات الوظيفية التي قد تتيحها تبدو غير واضحة للكثيرين. ومع ذلك، كنت مؤمنًا بأن التكنولوجيا ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وستكون محركًا رئيسيًا في تطور المجتمعات والاقتصادات.

وفقًا للإحصائيات، يوجد في مصر 91 كلية ومعهدًا متخصصًا في الحاسبات والذكاء الاصطناعي، تشمل 26 كلية في الجامعات الحكومية و20 كلية في الجامعات الخاصة، بالإضافة إلى كليات في الجامعات الأهلية والمعاهد العليا. هذا التوسع السريع، واهتمام الدولة بترويج أهمية هذة التخصصات، يعكس أهمية هذا المجال المتنامي، حيث تتزايد الحاجة إلى متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والحوسبة والذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة.

نصيحتي للطلاب الذين يفكرون في مستقبلهم المهني، وتحديدا من يستهويهم مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني أو غيرها من المجالات، تعتبر كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي خيارًا مثاليًا لضمان الحصول على فرص عمل متميزة في الأسواق المحلية والدولية، مع الوضع في الاعتبار أن الذكاء الاصطناعي أصبح متداخلاً في كافة المجالات مثل القطاع الصحي الذي يعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتشخيص الأمراض، والقطاع التجاري الذي يستخدم نماذج التنبؤ لتحديد اتجاهات السوق، والقطاع المالي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعيش للكشف عن الاحتيال وإدارة الاستثمارات، وكذلك القطاع الصناعي الذي يشهد ثورة في التشغيل الآلي والإنتاج الذكي.

في النهاية، يمكنني القول أن نمو عدد الكليات والمعاهد المتخصصة في مجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي يعد مؤشراً واضحاً على الطلب الكبير والمتزايد على هذا التخصص الواعد، وأن فرص العمل المتاحة لخريجي هذه الكليات تتجاوز الحدود المحلية، لتصل إلى الأسواق العالمية، مما يفتح أمامهم آفاقًا لا محدودة من التطور المهني والنجاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.