علاء مصطفي يكتب | صناعة النخبة

0

منذ ثمانينات القرن الماضي عانت مصر من تجريف للحياة السياسية، والافتقار إلى الكوادر والكفاءات القيادية القادرة على المشاركة في إحداث نقلة تنموية، والاستعانة بأهل الثقة على حساب أهل الكفاءة والخبرة في المراكز القيادية، فضلًا عن عدم الاهتمام بصناعة كوادر شبابية قادرة على صناعة المستقبل باستخدام مفرداته وأدواته.

تجلت أزمة «النخبة السياسية» عقب ثورة 25 يناير، حينما فشلت في استيعاب ما فعله الشعب المصري، ولم تفلح في قيادة الشارع وتقديم رؤى ومشاريع إصلاحية تضيف إلى واقعه شيء؛ وتأكد بعدها احتياجنا إلى نخبة جديدة قادرة على استيعاب التحديات الراهنة، وتحديد أولويات العمل الوطني، وتمتلك الأدوات الحقيقية لتغيير المجتمعات.

ما سبق تحدث عنه كثيرون في كتب ودراسات ومقالات، ولكن السؤال هنا كيف تصنع هذه النخبة؟

لأن المجتمعات لا يمكن أن تقاد وتحكم بشخص واحد مهما بلغت امكاناته، لأنه سيظل عاجزا عن تنفيذ رؤيته في حال غياب هذه النخبة، ولأنها أيضًا غير قادرة على تنظيم نفسها بنفسها، بل تحتاج إلى نخبة تنظمها وتلهمها وتقودها؛ نجد أنفسنا أمام حتمية وجود مدرسة لإعداد «رجال دولة» ليس مجرد متخصصين يقومون بمهام فنية فقط، بل كوادر تمتلك عناصر القوة القيادية متمثلة في أربعة محاور: الفكري، والإداري، والسياسي، والنفسي.

المحور الفكري هو الذي يميز رجل الدولة عن رجل الشارع العادي، فالفكر هو الذي يبنى عليه الرؤى الاستراتيجية لتغيير المجتمعات، ويستطيع من خلاله رجل الدولة التعرف على الأفكار المتطرفة الهدامة، وكيفية مواجهتها، وفهم طبيعة المجتمع وأساليب تغييره، وممارسة المعارضة الرشيدة، التي تحافظ على ثوابت الأمن القومي، وتقدم الرؤى والحلول البديلة أما المحور الإداري فهو الجانب الذي تظهر فيه الامكانيات التنفيذية لرجل الدولة، والتي تمكنه من تحويل أفكاره لمشروعات واقعية قابلة لتنفيذ، باستخدام أدوات بناء الفرق والتخطيط والتنظيم وإدارة الموارد بفاعلية لتحقيق الأهداف المطلوبة.

أما المحور السياسي فهو لب تأثير رجل الدولة، وهو قدرته على التحليل السياسي، وفهم العلاقات بين الأحداث، ومحيط تأثير كل منها، وكيفية اتخاذ القرار السياسي بناء على منهجية علمية، وفهم ديناميكيات القوة والسلطة والتعامل معها، والتمتع بالمرونة والصلابة في آن واحد.

أخيرًا المحور النفسي والذي يؤهل رجل الدولة لممارسة العمل العام من منظور خدمة المجتمع، وليس سعيا وراء التربح أو طلبا للمناصب والمنفعة الشخصية وهو ما يمكن تسميته بـ «السياسة النظيفة».

أما المحور الإداري فهو الجانب الذي تظهر فيه الامكانيات التنفيذية لرجل الدولة، والتي تمكنه من تحويل أفكاره لمشروعات واقعية قابلة لتنفيذ، باستخدام أدوات بناء الفرق والتخطيط والتنظيم وإدارة الموارد بفاعلية لتحقيق الأهداف المطلوبة. أما المحور السياسي فهو لب تأثير رجل الدولة، وهو قدرته على التحليل السياسي، وفهم العلاقات بين الأحداث، ومحيط تأثير كل منها، وكيفية اتخاذ القرار السياسي بناء على منهجية علمية، وفهم ديناميكيات القوة والسلطة والتعامل معها، والتمتع بالمرونة والصلابة في آن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.