علي محمد اليوسف يكتب | النقصان في الذات والوجود (3-4)
نقصان الكون هو جزء مكمل من نقص حياة الانسان.. نذهب كيف يكون الانسان ناقصا (كونيا) فوق نقصانه الارضي المتعدد الذي مررنا على جنبة منه في نقصان ادراك العقل ونقصان تعبير اللغة؟
بالاجابة المباشرة التي تحضر كل شخص ان هذا الفضاء الكوني الذي اكتشفه الانسان الذي يمثل وجود الانسان والطبيعة الارضية فيه نقطة تائهة في مجال لانهائي لا مدرك ولا محدود ولا تعرف بدايته ولا نهايته والى اين يذهب وما مصير الانسان في تعالقه معه.؟,
الوجود الكوني بكامله وليس الزمان ولا الضوء ولا الجاذبية ولا غيرها من خصائص كونية وقوانين طبيعية وفيزيائية هم جميعا ضمن وحدة سرمدية لانهائية هي في حقيقتها تمثّل تكوين كونية وجودية ناقصة هي الفضاء. وقد سبق واشار علماء الفيزياء الكونية تاكيد هذه الحقيقة التي احاول تلخيص ما يحضرني منها.
ذهب العديد من علماء فيزياء الكون ان هذا الفضاء اللانهائي هو مليارات تليها مليارات في متوالية هندسية لا تقف عند حد نهائي من كواكب ومجرات ونجوم انه ولد عما اسموه الانفجار العظيم لصدفة لا يمكن ان تتكرر بعد ملايين من السنين الضوئية لا في محاولة وجودها من غير علة ولا في تصنيعها مختبريا علميا هو في حركة دائبة ليس من الامتداد والتقلص التي اثبتها علميا انشتاين وحسب وانما من الحيرة التي خلقتها هذه الخاصية ان الكون دائم التوسع والامتداد نتيجة امتلاكه طاقة غير نافدة هي سبب الحركة التوسعية الامتدادية للكون…ما يترتب عليه ان فائض مسار التوسع الكوني يحتاج فراغات تستوعبه وتحتويه من اي نوع كانت.
الطاقة الحركية التي يمتلكها الكون في مجراته ومجموعاته الكوكبية التي لا نعرف مصدرها هي الدلالة الوحيدة التي نمتلكها في تاكيد انشتاين في النسبية العامة 1915 ان الكون يتمدد ويتقلص بعلاقة طردية واحيانا بعلاقة عكسية نتيجة تداخله مع عوامل موضوعية بالكاد نستطيع فهم جزء منها بفضل علماء الفيزياء والكون.
هنا تبرز امامنا مسالة لا يمكن اغفالها هي الا يحتاج هذا التمدد الانبساطي التوسعي للكون الى حيز دائمي من فراغ يتقدمه ويحتوي فائض حركته التوسعية الامتدادية الانبساطية في اتجاهات غير معلومة؟ الجواب بالتاكيد نعم. في حال اقرارنا ان الكون بحالة من التمدد الدائمي يحتاج فراغا يستوعب ويحتوي فائض تمدده التوسعي وهو ما يضعنا امام احتمالية اشار لها العلماء وحتى بعض الفلاسفة مثل ارسطو ان هذا الفضاء الكوني اللانهائي ناقصا بدليل اثبات حركته الدائبة في اشغاله حيّزات من فراغات فضائية لا حصر لها تدلل على نقصان الكون كوزمولوجيا.. رب معترض يقول ان فائض التمدد الكوني تحتويه وتستوعبه مجرات الثقوب الدودية السوداء التي تلتهم كل نفايات الفضاء التي هي على شكل كواكب انتهت دورة حياتها في نضوب الطاقة لديها. تذهب الموسوعة العلمية الى ان الثقوب السوداء تتكون من اربعة ابعاد تجمع الزمكان هي ابعاد المادة الثلاث زائدا الزمن الذي اضافه انشتاين. والثقوب السوداء الفضائية تمتلك جاذبية على مستوى عال جدا. حيث لا تخلص منها الجسيمات او موجات الاشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء الافلات منها.