علي هلال يكتب | العراق ومصر ما بين الهدم والطموح

0

منذ عام 2001، وتحديدًا بعد أحداث 11 سبتمبر بالولايات المُتحدة الأمريكية، وهناك مُخططات لإضعاف وإسقاط مجموعة من الدول حول العالم وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، وهو ما برز تحت مسمي “الشرق الأوسط الجديد”، وذلك إدراكًا من عدد من الأجهزة الاستخباراتية حول العالم بإضعاف دول الشرق الأوسط تمهيدًا لإسقاطها، ولكن ما هي أسباب إعداد هذه المُخططات؟ وما هي أبرز الدول التي وقعت في فخ هذه المُخططات؟ وكيف تعاملت الدولة المصرية مع هذه المُخططات؟
تعمدت هذه المُخططات اتباع خطوات مُحددة ومدروسة لإضعاف الدول العربية وهي: أولًا تجريف الهوية وهو ما ظهر واضحًا من خلال طمس التاريخ والتراث العراقي في الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 بعد الادعاء الكاذب بوجود أسلحة للدمار الشامل بالعراق وبعد أن دخلت قوات الغزو بدأت بطمس الهوية من خلال الاعتداء الواضح على التراث التاريخي العراقي وهدم حضارة بابل القديمة والحضارة الإسلامية، وذلك لطمس الهوية وبناء أجيال فاقدة لهويتها وتاريخ أمتها العربية والإسلامية.

ثانيًا: إهدار الموارد الاقتصادية الرئيسية للدول، وهو ما ظهر من الاستحواذ والهيمنة شبه الكاملة على آبار وشركات البترول بالدولة العراقية لتقع العراق في أزمة اقتصادية أصبحت حلولها أشبه بالمستحيل.

أما الإجراء الثالث من المُخطط، فهو تهديد حياة المواطن العراقي بشكل مُباشر من خلال عملية إنقاص المياه كمُقوم رئيسي من مُقومات الحياة، حيث كانت حصة العراق من نهري دجلة والفرات في فترة التسعينات 100 مليار متر من المياه والآن في 2021 أصبحت حصة العراق 30 مليار متر من المياه.

على صعيد الدولة المصرية، فقد كانت ولا زالت مصر حجر عثرة في مواجهة تنفيذ هذه المُخططات، فعلي طريق الحفاظ على الهوية واجهت الدولة المصرية الجماعات المندسة الدخيلة علي المجتمع المصري والتي كانت بدورها تحاول تهديد النسيج الاجتماعي والهوية المصرية، وأكدت الدولة المصرية الحفاظ علي التاريخ والتراث المصري من خلال عدد من الفعاليات والمُبادرات التي من شأنها الحفاظ علي الهوية المصرية. وعلى طريق تهديد الموارد الاقتصادية الرئيسية، فقد أحبطت الدولة المصرية مُخطط إسقاط قناة السويس في يد الإدارة الدولية كنوع من أنواع إهدار أهم مورد للاقتصاد المصري في عام 2013، وعلى طريق التهديد المُباشر لحياة المواطن المصري فمازالت مُستمرة تلك المُخططات لإنقاص حصة مصر من مياه نهر النيل، وهذا ما أكدت القيادة السياسية المصرية أنها لم ولن تسمح بأي إجراء عدائي يكون من شأنه تهديد حياة المواطن المصري.

خلاصة القول إن المخططات لإسقاط الدول بأركانها الثلاث، كانت ومازالت مستمرة، ولكن لن تقع الدول صاحبة اليقين الوطني والعقيدة الراسخة على المُستويين السياسي والشعبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.