علي هلال يكتب| يناير المفرزة ويونيو المطرقة
بعد مرور أحد عشرة عام على قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير بما حملت في طياتها من أحداث كان من شأنها تهديد أمن واستقرار الدولة المصرية،وهو ما لم تسمح به مؤسسات الدولة، إلا أن ثورة يناير لها مجموعة من الإيجابيات أبرزها إنها كانت بمثابة (المفرزة) لكل الفصائل السياسية التي كانت على الساحة، لتضح الصورة الكاملة للمواطن المصرى فى شأن من تاجروا به وطموحاته فى مستقبل أفضل لبلاده، فلقد أظهرت الثورة الوجه الحقيقي لهذه الفصائل
ولكن ماهي هذه الفصائل؟
ولماذا أصبحت يناير مفرزة لهم؟
وهل مازالت هذه الفصائل بيننا؟ وإن مازالوا متواجدين، لماذا يتم السماح بتواجدهم حتى الآن؟
فى حقيقة الأمر كان ظاهراً وبوضوح عدد من الفصائل مُدعو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وذات الفصائل هي التي لازالت لا تقبل الرأي الآخر أيضاً، وقابلوا كل من هو مختلف معهم بمنتهى العنف، والجزء الثانى منهم هى الكيانات الإرهابية (المُتأسلمة) والذين عاشوا لسنوات طويلة داخل المُجتمع المصرى ليصلوا أفكارهم المسمومة حتى جعلوا البعض يتعاطف معهم، وبالرغم من أن ثورة يناير كانت بمثابة الثروة لهم إلا إنه قد إنقلب السحر على الساحر وباتت كل هذه الفصائل بعد أشهُر معدودة من قيام الثورة مرفوضة من المُجتمع المصرى الذى أعلن رفضه وبقوة لكل مُمارستهم السيئة التي هددت أمن واستقرار الدولة المصرية، ولكن سُرعان ما صحح الشعب الثائر مساره بثورة الثلاثين من يونيو.
إن جاز التعبير، فإن ثورة يناير هى ثورة على الفقر والجهل والمرض وثورة يونيو هى ثورة على أعداء الوطن وكل من خان وتأمر لتهديد أمن واستقرار مصر والمصريين.
وعن تواجد هذه الفصائل فهى متواجدة ولكن وجودها هو أشبه نوعاً ما بعملية التوازن البيئى فهو يعد نوعا من أنواع التوازن البيئي للحياة السياسية. وقد أصبح لدينا دولة قادرة على حماية مقدرات شعبها، وشعب يمتلك من الوعي ما يكفي لمجابهة هؤلاء الشرذمة،
فشكراً يناير المفرزة التي أفرزت لنا هذه الفصائل، وشكراً يونيو المطرقة التي طرقت على كل من سولت له نفسه أن لديه القدرة على تهديد أمن واستقرار مصر وشعبها.