التراث والهويه بالنسبة للشعوب يمثلان أمورًا هامه من أجل الإنسان لأنهما يوفران الثقة اللازمة لإنشاء الاستقرار والتنشئه التي تحتاجها الشعوب فتأثير التراث والهوية الذي يصاحب كل شعب يشمل عدة عوامل تساهم في تشكيل الشعوب وإنشائها بداية من تشكيل القيم التي تدير حياة الشعب شاملة على الأخلاق والآداب والطقوس والثقافة العامة و نظام القوانين الذي ينظم الدول لأنه يقود الشعوب في الإجراءات
فالتراث هو الجوهر الذي يقوم بتشكيل الهوية التي تحملها الأفراد والمجتمعات عبر الأجيال و يعتمد التراث على الأصول الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل مؤشرات الهوية الشخصية والجماعية و تتمثل الهوية في الطريقة التي يتفقدها الأشخاص الآخرين لنا وكيف نتقن الأشخاص والأحداث في المجتمع فنحن نحصل على هذه المعارف من خلال الحضور في المجتمع والتواصل مع الآخرين وبشكل خاص من خلال التعلم من التراث الذي يشكل أولوياتنا في كيف نجهز تلك الحياة المحيطة وكيف نحصل على النجاح
ولذلك لا يمكن أن نختلف على أن التراث هو الجزء الأساسي والأهم من الهوية الوطنية و هو الذي ينفذ العديد من الوظائف التي تحافظ على الهوية الوطنية للأمة فالتراث يمثل الذاكرة الحية للفرد وللمجتمع ويمثل بالتالي هوية يتعرف بها الناس على شعب من الشعوب
نخلص من ذلك إلي أن التراث التاريخي هو الحاضنة الأساسية للهوية الوطنية فهو يعدّ بمنزلة ذاكرة الوطن وموروثه التاريخي ويتضمّن هذا التراث شقّين: التراث الإجتماعي والتراث الثقافي.
وتتميز مصر بأنها تمتلك تاريخاً حافلاً بالحضارات والتراث الذي يمثل جانباً مهماً من تراث الإنسانية فمع تواجدها على طول نهر النيل وفي صحراء القاهرة والأقصر وأبو سمبل وغيرها فإنه يوجد العديد من المواقع التاريخية والدينية الهامة التي تعكس النظرة على حضارات مصر القديمة ويمثل التراث المصري على مدى العصور الطويلة معياراً للمهارة والتطور والإبداع والعلوم والأدب فمن الأهرامات إلى معبد الكرنك والأقصر وصولاً إلى مصر الحديثة كل هذا التراث والمعالم الهامة التي تشمل الأحياء القديمة والآثار والمتاحف الواسعة تعتبر أهم إرث للشعب المصري وجزءًا من تاريخ الإنسانية.
وبجانب الآثار والمواقع التاريخية يتمحور التراث المصري حول تفاصيل الثقافة والتقاليد واللغة والفنون والحرف اليدوية والمأكولات والملابس والزينة والأزياء الأمر الذي يعزز الهوية الوطنية للشعب المصري ويعكس تعدد ثقافاته وتشابكها.
وتمتلك مصر تراثاً ثرياً ثقافياً وتاريخياً غنياً بالحضارات المتعاقبة عبر التاريخ فمن الفراعنة القدماء إلى الإغريق والرومان والإسلاميين والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز نجد أن تاريخ مصر قد شهد العديد من المعارك والغزوات وهذا الاختلاف الثقافي انعكس على هويه مصرالمتنوعة والغنية بتحولاتها ومع ذلك تميز التراث المصري بأصالته وثراء مضمونه الذي يتجسد في تاريخ مصر العريق وثقافته الفريدة والمتنوعة فتمتد فترة التاريخ المصري إلى 7000 سنة مضت و5000 سنه منها مدون ومسجل ، مما جعله يشكل جزءا هاما من الهوية المصرية التي تعرف بأنها المجموعة الشاملة من الصفات والمعتقدات الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تمثل الشعب المصري وثقافته فتعتبر مصر بمثابة مهد الحضارة الإنسانية
ونتيجه تنوع وثراء وضخامه المخزون الحضارى للشخصية المصرية التى تكونت من خلال سبعة طبقات وهى: مصر القديمة، اليوناني ، الرومانى، القبطى، العربى، الإسلامى، البحر المتوسط، الإفريقى، مثلت تلك الانتماءات (الطبقات)الهوية المصرية الضاربة بأعماقها فى جذور التاريخ وتميزت بالجلد والصبر والقوه والقدرة علي التحمل
وارتكز المجتمع ككل على قيم خالدة مثل العائلة والوطن والترابط والتمساك فبالرغم من المحاولات الهائلة التي استهدفت الهوية المصرية وحاولت تغييرها عكس السياق التاريخي لها فإن الهوية المصرية صمدت أمام كل هذه المحاولات ولن تجد أي مصري لا يوجد بداخله انتماء ولو بدرجات متفاوتة للحضارة الفرعونية والافتخار بها وسط باقي الشعوب متأثرًا أيضًا بالحقبة اليونانية- الرومانية وله انتماء عربي وأفريقي ومتعايشًا مع الإسلام والمسيحية في وطن واحد.