عمرو عزت حجاج يكتب | التنسيقية بـ “الفم المليان”

0

نحن في حالة ترقب حذر مشوب بالقلق.. هذه العبارة الفضفاضة كانت الغالبة على إجابات كل من حاولت استطلاع رأيهم، من الساسة والمفكرين والمهتمين بالشأن العام، عن تلك التجربة الوليدة التي خرجت إلى النور في إبريل عام 2018.

ورغم أن تلك الإجابة كثيرًا ما استفزتني كلما سمعتها من أحد الساسة أو المفكرين، حال سؤالهم بشكل مفاجئ عن رأيهم في بعض الأحداث، لأنها بمفرداتها “العائمة” لا تسمن ولا تغنى المتلقي من جوع، إلا أنني التمست العذر لمن قذف بها في وجهي، وقد بدت كملاذ آمن تعفي صاحبها من التورط في رد حاسم يصطدم بالمجريات اللاحقة للتجربة محل السؤال، خاصة أن البعض يعتبرونها من الإجابات البليغة، التي تتفق مع بعض الأحداث والوقائع ممتدة الأثر .
سؤالي آنذاك قبل خمس سنوات مضت عن ” تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين ” التي تكونت كترجمة صريحة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإشراك الشباب بشكل جدى وحقيقي في صناعة المستقبل السياسي المصري .
الأن ونحن نحتفل بمرور خمس سنوات على ميلاد ” التنسيقية ” يمكننا أن نرفع شعار ” دع القلق .. و قيم التجربة ” نقولها بـ ” الفم المليان ” كأبناء للتجربة، و نحن على ثقة أن الحياة السياسية المصرية قد حظيت بثمة إضافة لا يمكن إغفالها، وتم ” تطعيمها ” بشابات وشباب اعتاد المصريون وصف أمثالهم بأنهم ” زي الورد ” .
قدمت ” تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ” نموذجًا واقعيًا لكيفية الحوار و التكامل بين أعضائها، لإنتاج أفكار، و ممارسة أنشطة، و خوض تجارب، واستثمار الفرص، التي تصب في مصلحة الوطن، و تحقق قفزات نوعية ملموسة في الحياة السياسية .
سارت ” التنسيقية ” بشبابها وشبابها وكل منهم واقف بثبات على أرضيته السياسية و الفكرية من أقصى اليمين لأقصى اليسار، المشهد أصبح لافتًا، والتناغم ملموس لا تخطئه عين بعد أن تجاوز بنجاح ما نشهده أحيانًا من “المكايدة السياسية” التي يمارسها بعض “الكبار”.
نجحت ” التنسيقية ” حتى الأن بفضل حسن اختيار أعضائها، ووقوف الدولة و القيادة السياسية على مسافة واحدة من الجميع، ونجاحها يتسق مع انطلاق الجمهورية الجديدة ،و طموحات المصريين في مستقبل أفضل، و يدرك شباب ” التنسيقية ” أهمية دورهم كأعضاء في كيان هو الأكثر بريقًا على مستوى الأداء اليومي، و يدركون ايضًا مسئولياتهم تجاه وطنهم، ومما يدعو للتفاؤل أن المنافسة الأكثر احتدامًا بين أعضاء التنسيقية تدور في إطار التسابق للحصول على أعلى الدرجات العلمية، ومن يتأمل هذه الحالة لن يساوره الشك في قدرة هؤلاء الشباب على تحقيق أحلامهم، و إذا ما كان الناس بشكل عام ينقسمون إلى صنفين، الأول يجعل من أحلامه أساسًا للتعامل مع الحياة ويبذل كل طاقته لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه، والصنف الثاني – ويدخل في عداده شباب التنسيقية – ينظر إلى الواقع ويتعامل معه كما هو بطريقة تؤكد ابتعاده عن الخيالات والأحلام، والنتيجة تكون دائمًا في صالح الصنف الثاني، حيث الابتعاد عن الواقع يجعل من التعامل مع كل شيء صعبًا وفى كثير من الأحيان مستحيلًا، بينما التعامل بواقعية، وبما تفرضه المعطيات المتوافرة على الأرض ينتج تفكيرًا إيجابيًا يساعد على تحقيق الكثير من الإنجازات ويسهم في الارتقاء بالمجتمع.
السنوات الخمس الفائتة من عمر ” تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين ” لم تكن إلا عنوان عريض لقصة نجاح فاقت كل التوقعات، وتجاوزت حالة الترقب الحذر المشوب بالقلق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.