عمر عبد المتعال السلايمى يكتب | المصري وإصراره في حرب رمضان

0

كانت مصر تمر بسنوات عجاف، بعد هزيمة قيل عنها انها النكسة، في يونيو عام ١٩٦٧م، حيث أصاب المصريين الألم والحزن، لِما فقدناه من ارض ولما وقع منا من شهداء كثيرين، اثناء تلك الحرب الحزينة، و التي عشنا بعدها أياما من الهم والغم والانكسار،،
لكن سرعان ما انتفض المصري الذي يرفض الهزيمة، ويأبى الانكسار، فهو المصري القديم الذي سطّر على جدران التاريخ، اقوى الحضارات واعظمها عبر الزمان.
انطلق المصريون بقيادتهم السياسية، وشرعوا في بناء قواتهم المسلحة، وبدأت التدريبات العسكرية المستمرة، وانضم ابناء مصر الشباب الى الجيش المصري في اصرار وعزيمة على تخطي الهزيمة، واسترجاع الارض التي هي عند المصري كالعرض.
لم تهدأ القيادة السياسية والعسكرية، وقاموا باعادة تسليح الجيش، واعداد الخطط التي تمكن الجيش من القيام بمواجهات تؤلم العدو وتصيبه في مفاصل الحياة،
وقامت القوات المسلحة بحرب لا تقل ضراوة عن حرب يونيو ٦٧ وكانت خلال ٦ سنوات مستمرة من حرب استنزاف لقوى العدو، ولعدم تركه في راحة يوما ما على ارض سيناء الغالية.
وجهت مصر كل جهودها للاعداد لحرب استعادة الكرامة والعزة، وكان كل مصري يمشي على ارض مصر يطالب قيادات مصر بضرورة بدء معركة استرداد الارض مهما كلفنا من ضيق في العيش ومهما واجهنا -كشعب- من ضغوطات اقتصادية وحياتية، وتنازل المصريون عن الرفاهية وعاشوا سنين من الإصرار والتحدي للوصول الى استرداد ما اغتصبه العدو من الأرض دون وجه حق.
وكانت حرب العاشر من رمضان في أكتوبر لعام ١٩٧٣م هي النتيجة لسنوات الاستعداد والعمل والتخطيط والدهاء السياسي للقيادة المصرية، وبدأت بشائر النصر تهل على مصر، بعبور خط بارليف المنيع والحصين كما كان يشيع عنه العدو، وانتصر المصريون بقولهم الله اكبر، بعد ان عملوا واجتهدوا وأعدوا وخططوا، وجهزوا العدة والعتاد لكسر شوكة العدو وارغامة على ان يتقهقر، تاركا وراءه في حرب الانتصار المصري غنائم لا حصر لها، وأسرى كثيرين بين يدي جنودنا البواسل.
ان اصرار المصري على التحدي والانتصار هو أصل متجذر في جيناته الوراثية، وهو يظهر جليا عند الشدائد والصعوبات، ومازالت سيرة المصري في هذا الصدد كما هي، حيث يهبّ كرجل واحد حين يستشعر الخطر على وطنه وأرضه وذويه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.