عمر عبد المتعال السلايمى يكتب | ماذا لو لم تكن ٣٠ يونيو؟

0

لا يختلف اثنان في أن ثورة ‌30 يونيو، قد غيرت ملامح وجه مصر‌، بلا أدنى شك، لتتحول مصر من دولة تتأجج فيها الصراعات‌
الأيديولوجية والسياسية والعقائدية الدينية والاختلافات المهنية‌
والتشاحنات المناطقية، بكل ما تحمله هذه المعاني من مخاطر كبيرة‌، لا يمكن توقع نتائجها، كما حدث ذلك في البلاد العربية التي وقعت‌
فريسة لتلك الصراعات على أرضها، ولم تجني شعوبها من وراء‌ تلك الصراعات إلا انهيار الدول، وسقوط الأنظمة التي كانت تمسك‌
بإدارة الحكم في تلك الدول، وبذلك ضاع الاستقرار فيها وباتت‌ الشعوب تتذوق ويلات تلك الصراعات.

لكن الذي حدث في مصر وغير مجرى الأحداث عن أن نكون مثل‌
تلك الدول المجاورة، والتي تشبهنا تماما، هو ذلك الحدث الذي كان‌ في ‌30 يونيو، حين خرجت ثورة الشعب، لتعلن رفض الصراع‌
الديني والسياسي والقبلي، والذي قد أيدها‌
الجيش المصري – الذي ينحاز دائما إلى جموع الشعب- حيث‌ خرجت هذه الجموع الغفيرة، التي ملأت شوارع مصر في هذا اليوم‌
العظيم في ‌30 يونيو،
ويظهر لنا الآن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، وهو ماذا لو لم يكن‌ 30 يونيو في مصر بأحداثه وثورته؟.
أعتقد أن الإجابة واضحة لدى كل منصف، فلو لم يكن هذا اليوم‌ لكنا في حالة كبيرة من أخونة القضاء، لأنه الوسيلة الأولى، لتوجيه‌
نتائج الانتخابات، حيث الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات‌
في مصر، وكنا سنبقى تحت حكم هذه الجماعة لمدة زمنية لا‌ يعلمها إلا الله،
كذلك لو لم يكن هذا اليوم لكانت مصر في طريقها إلى أن تكون‌ دولة مؤدلجة مثلها مثل جمهورية إيران، وما بها من إشكاليات‌
ايدلوجية بعداوات كبيرة مع جميع بلدان العالم.
ولو لم يكن هذا اليوم لكان الجيش المصري مستهدفا لإضعافه، لأنه
جيش وطني، وكانوا سيستبدلونه بجيش يخضع لأيدلوجية جماعة‌
وليس للوطن.
كذلك كانت الشرطة المصرية مستهدفة، وفي نفس مرمى هذه‌
الجماعة، التي كانت تحكم مصر، وقد تابعنا كيف كانت أجهزة التنصت، التي كانت موجودة بالمقطم لمحاولة السيطرة الأمنية
الخاصة بعيدا عن الشرطة المصرية.
أيضا لو لم يكن هذا اليوم لكانت اليوم سيناء دولة مستقلة تديرها‌
مجموعات من فلول الجماعات الجهادية المتطرفة، وكان يمكن أن‌
تنفصل عن مصر، لتكوِّن إمارة منفصلة تثير القلاقل والاشكاليات‌
على مصر ودول المنطقة.
ولو لم يكن هذا اليوم، لظل الإخوة المسيحيين في مطاردات‌ ومضايقات، وقد تابعنا كيف مُنِعت قرى كاملة من الإدلاء بالرأى
في الانتخابات التي تمت في عصر حكم هذه الجماعة.‌
ولو لم يكن هذا اليوم، لعاد اليهود إلى مصر، ليتسلموا ممتلكاتهم، كما‌
دعا لذلك أحد أقطاب الجماعة التي كانت تحكم حينها.
ولو لم يكن هذا اليوم، لما سقطت أيدلوجية هذه الجماعة في جميع‌
البلدان، التي حولنا، مثل ليبيا والأردن والكويت والسعودية وغيرها،‌
فضلا عن الدول الأوروبية ايضا التي انتبهت الى خطورهدة وجود‌
جماعات أيدلوجية على أراضيها.
في الحقيقة إن هذا اليوم يوم ‌30 يونيو، قد فتح آفاقا كبيرة لانطلاق‌
مصر إلى طريق التنمية والتطور والبناء، كما نشاهده اليوم في‌ جميع المجالات الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية، ومن قبلها‌
تطوير المحاور والطرق السريعة، التي تخدم جذب الاستثمارات‌ الخارجية، لتقوية الاقتصاد المصري، ليقف بقوه أمام ضغوط العملة‌ الأجنبية.
وبإذن الله نحن ماضون في هذا الطريق، طريق التنمية والقوة‌ الاقتصادية، التي نثق في أننا سنصل إليها غدا، وبأسرع ما يمكن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.