فارس حجازي يكتب | التطوع وبناء الشخصية

0

في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، يبرز العمل التطوعي كأحد أهم الأدوات، التي تسهم في تنمية الإنسان والمكان في آنٍ واحد. وللشباب، يُعدّ العمل التطوعي مدرسة حقيقية لبناء الشخصية، وتعزيز قيم الانتماء والمسئولية، بما ينعكس على سلوكهم، وطموحاتهم، ودورهم في المجتمع.

أولاً: العمل التطوعي كأداة لبناء الشخصية
العمل التطوعي يمنح الشباب مساحة لتجربة الحياة خارج الإطار التقليدي للتعليم أو الوظيفة. ففي العمل التطوعي، يكتسب الفرد مهارات عديدة، مثل:

القيادة والعمل الجماعي.
التواصل الفعّال.
حل المشكلات والتفكير الإبداعي.
القدرة على التكيف وتحمل المسئولية.
كل تلك المهارات لا تُعلَّم في القاعات الدراسية، بل تُكتسب من خلال التجربة والممارسة، وهو ما يجعل العمل التطوعي تجربة تكوينية مهمة في حياة أي شاب.
ثانيًا: تعزيز الانتماء من خلال التطوع
حين يشارك الشاب في نشاط تطوعي يخدم قريته أو مدينته، أو يساعد فئة محتاجة في مجتمعه، تنمو لديه مشاعر الانتماء الحقيقي. فهو لم يعد مجرد مشاهد لما يحدث، بل أصبح جزءًا فاعلًا في التغيير.
وهذا الإحساس بالانتماء لا يُبنى بالشعارات، بل بالفعل والمشاركة والتأثير في الواقع.

ثالثًا: التطوع كأداة للوعي المجتمعي
يساهم العمل التطوعي في رفع وعي الشباب بقضايا مجتمعهم، ويفتح أعينهم على التحديات الواقعية، ويجعلهم أكثر قربًا من الناس واحتياجاتهم. وهذا ما يجعل المتطوع أكثر فهمًا لدوره الوطني، وأكثر حماسًا للمشاركة الإيجابية.

رابعًا: المجتمع الرابح الأكبر
المجتمع الذي تنتشر فيه ثقافة التطوع، هو مجتمع حيّ، قادر على مواجهة أزماته بتكاتف أفراده.
كما أن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني عندما تحتضن هذه الطاقات الشبابية، تُسهم في استثمارها بشكل فعّال وبنّاء.

العمل التطوعي ليس وقتًا ضائعًا، بل هو استثمار حقيقي في الإنسان. وهو السبيل الأصدق لبناء شخصية قادرة، ومجتمع متماسك، وشباب يدرك أن له دورًا، وصوتًا، وأثرًا.
ومن هنا، فإن دعم ثقافة التطوع يجب أن يكون أولوية على كل المستويات: التعليمية، والإعلامية، والمؤسسية.
رئيس كيان عزيمة شباب مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.