فراس عوض يكتب | فبراير.. نهاية الحرب

0

الجميع يعلم ان الحرب بالنسبة الى اسرائيل هي حرب استزاف وعبئ اقتصادي كبير واهدافها غير قابلة للتحقيق ، ثم ان الميزانية المرصودة للحرب تختلف عن ميزانية وزارة الدفاع، فبالنظر الى ميزانية الحرب المعلنة، تكون ايام الحرب المتبقية بحدود الشهر ، فالرقم التقديري المعلن عنه للحرب اربعين مليار، على افتراض نهاية الحرب في الربع الاول من هذا العام، فتكون تلك الكلفة كافية لاربعة شهور فقط ، فتكلفة الحرب المقدرة تبلغ مليار دولار كل ثلاثة ايام وذلك يشمل تعويض متضررين ورعاية صحية وتمويل الأمن والقتال وامور اخرى، وبما ان التمويل الاضافي المكمل لتلك الكلفة في الميزانية الجديدة يناهز ١٥ مليار دولار،، فهو اذن سيكفي ل خمسة واربعين يوم من بداية هذا العام ، ولأن هناك نزيف في الميزانية الصهيونية وعجز كبير يعادل اكثر من عشر اضعاف عجز عام ٢٠٢٣ بعدما كان فيه فائض ، فسيكون ذلك احد اسباب وقف الحرب التي سيكفي تمويلها لمنتصف فبراير و آخره بحد أقصى.
قد يُعرض القرار على مجلس الأمن الدولي للتصويت، سيتوقع الجميع ان فيتو اميركي سيكون في المرصاد، وهنا ربما المفاجئة، لن يكون هناك فيتو غالبا ، ليس لانحياز اميركا لقرار دولي او لجانب انساني، بل لثلاثة اسباب، اولهما الخلاف العميق بين بايدن ونتياهو حول اسلوب الاخير في ادارة الحرب وعدم قناعة واشنطن بقدرته على تحقيق هدف الحرب بالقضاء على المقاومة الى جانب ارتفاع اعداد الضخايا من المدنيين الذي بات محرجا للادارة الاميركية الداعمة لاسرائيل.
ثانيا، احتقان الاميركيين ضد بايدن والسياسة الاميركية الداعمة لاسرائيل التي ترسل ١١ بالمائة من ضرائبهم لدعم حروب اسرائيل و القتل في الوقت الذي يعاني فيه اميركيين من ازمة اقتصادية، ولا ينعكس هذا الدعم عليهم إلا بزيادة الغداء العالمي لديهم ومقاطعة منتجاتهم وتعريض امنهم للخطر، والامر الثالث، عدم وضع الفيتو سيكون اساسا جزء من سيتسة اميركا الداعم لاسرائيل اساسا ولتبييض صورتها صدفة، فعدم وضع فيتو اصلا سيكون لانقاذ نتياهو حتى يجد مخرج ابعد عن ارادته بايقاف الحرب تحت ضغط المجتمع الدولي، حفظا لماء وجهه، بدلا ان يقال انه هزم او انه اوقفها تحت ضغط المقاومة التي تطالبه بوقف اطلاق النار كسبيل لأية مفاوضات لصفقة أسرى، فيخرج مهزوما مطئطئ الرأس، ما يعنينا في كلتا الحالتين، انه سيكون هناك وقف لاطلاق النار، ولو ان القرار كان مزعجا له ، لكنه يعلم انه سيستفيد منه من اجل صفقة الاسرى من ناحية، وارضاء الشارع الاسرائيلي الذي يطالبه ايضا بوقف الحرب من ناحية اخرى واستعادة الاسرى بصفقة من ناحية أخرى ، وليس امتثالا لقرار المحكمة ، ثم أن خوفه من بداية تخلي الولايات المتحده عنه بعدم وضع فيتو سيكون أمر ذو أهمية كبيرة، حتى لو كان هناك اتفاق في الغرف المغلقة، وهذا الى جانب الخوف من تفجر الاوضاع في الداخل المحتل وحدوث عمليات استشهادية الى جانب الوضع المتفجر اصلا في الضفة.
فأمام هذه الظروف مجتمعة لا يمكن ان تطول الحرب ولن تحقق اي هدف لها. لكن ، الشهر المتبقي قد يشهد توحش و مجازر لا حصر لها جراء حالة الارتباك الذهني والضغط التفسي التي سيعانيها نتياهو وتنعكس على اجواء الحرب، وقد تكون اعداد الشهداء اضعاف ما هو عليه الآن ، لكن ، لعلنا نتذكر ان التحرير ثمنه باهض، باهض جدا، يبقى السؤال عن عشرات الاف الضحايا وماذا سيكون الثمن ، تحرير جزء من الارض واتفاقية سلام جديدة على غرار اوسلو بعد حل السلطة، ام الاكتفاء بصفقة تحرير اسرى، وهنا لن يكون هدف مقنع لنهاية الحرب بالنسبة للمقاومة والشعوب العربية والاسلامية ان لم يكن هناك هدف ابعد بكثير ثمنا لتلك الدماء، وهو بلا شك تحرير جزء من الأرض المحتلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.