كاظم الحمامي يكتب | لمحات من مواقف السقوط والانهيار
ربما لا تعلمون ان (المقتدر بالله) كان بعمر 13 سنة عندما صار خليفة للمسلمين، وانه وقع منذ توليه الخلافة تحت تأثير الجواري والغانيات، وصرن يسيرن الأمور على وفق أهوائهن، وأنه سمح لوالدته، واسمها: (شغب)، ان تتبؤا مركزاً مهماً في إدارة الخلافة العباسية، وكانت تحتفظ لنفسها بديوان خاص للتحكم بشؤون الدولة. .
ولا يعلم معظمكم ان الخليفة (المستعصم بالله) الذي سقطت في زمنه بغداد على يد المغول، هو الذي أهمل حال الجند، ومنعهم أرزاقهم، وأسقط رواتبهم، وفصلهم من وزارة الجيش، فآلت أحوالهم إلى التسول في الأسواق والجوامع. وبالتالي فإن صعود شخص تافه إلى سدة الخلافة، هو السبب الرئيس في إنهيار الدولة وسقوطها. .
ولا شك انكم تعلمون ان المغول حملوا ملايين الكتب الثمينة، وألقوا بها فى نهر دجلة، فتحوّل لون المياه إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب، حتى قيل إن المغول كانوا يعبرون فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى. .
وقد تكررت هذه الصورة البشعة على يد مرتزقة الجيش الامريكي في غزوهم للعراق، عندما توجهوا مباشرة إلى متاحفنا، فنهبوا آثارنا، وسرقوا كنوز النمرود، وطمسوا معالمنا السومرية في أور، واشتركت معهم المنظمات الظلامية التي دمرت وبعثرت وفجرت المعالم الآشورية في نينوى، وحولتها إلى خرائب.
خلاصة القول: ما حدث في الماضي البعيد، وما يحدث في الماضي القريب، وفي المرحلة الراهنة، يعزى إلى عدم وجود قيادات قوية قادرة على تحمل المسؤوليات الكاملة، في مواجهة التحديات، والتصدي للغزاة والطامعين، ويعزى أيضاً إلى استبعاد الشخص المناسب من الموقع القيادي المناسب، والى تهميش الخبراء، والاعتماد على الشخصيات الضعيفة والركيكة والتافهة، الذين يكتفون باستلام رواتبهم الشهرية، ولم يعد يهمهم البلد، وكيف يدار.