كامل كامل يكتب | الكتيبة 101 وخطة التكفيريين

0

توليت بحكم عملي الصحفي في مؤسسة اليوم السابع، مسئولية تغطية ما يسمى “جماعات الإسلام السياسي”، وشاركت في تغطية جميع الأحداث الساخنة عقب قبل وبعد ثورة 30 يونيو، سواء اعتصامات “رابعة والنهضة” أو مسيرات يومي “الثلاثاء والجمعة”، كانت مرحلة عصيبة، انتشر فيها الإرهاب، وتخللها استخدام الدين لهدم الدولة، وتبعثرت فتاوى متطرفة، وعم الخوف وتقلص الأمان، وتناثر التكفير والتفجير، إلي أن انتهت هذه المرحلة بخلو مصر من الإرهاب.
أثناء تمتعي بمتابعة مسلسل الكتيبة 101، الحلقة رقم 16، ورصد فيها الحرب الشرسة بين قواتنا المسلحة من جانب والتنظيمات التكفيرية الخسيسة من جانب آخر، الذين شنوا هجمات متعددة ومتنوعة في آن وأحد على عدة أكمنة للجيش، وتزامنا مع ذلك حاولوا الترويج لإعلان مدينة الشيخ زويد ولاية تابعة لتنظيمهم الإرهابي، أثناء هذه المواقف كان هناك هدف جلي لتنظيمات الإرهابية، يتمثل في جملة واحدة، ألا وهي “الخطة الإعلامية” وهي الخطة التي ترصد لها التنظيمات الإرهابية ومن يديرهم العتاد من مال وأفراد، ويستهدفون رسم صورة ذهنية بأنه يحققون مكاسب على الأرض، وتجلي ذلك عندما أصدر “الحكيم”- الفنان فتحي عبد الوهاب- قراراته إلي الجناح الإعلامي للتنظيم بنشر صور وفيديوهات على السوشيال ميديا تحت وسم اليوم الشيخ زويد إمارة إسلامية وغدا العريش، وهي محاولة خسيسة لإيهام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بأنهم ينتصرون ويرفعون رايتهم على أرض مصر “.
اهتمام التنظيمات الإرهابية وما يسمى بجماعات الإسلام السياسي، بالإعلام بجميع أنواعه بداية من المنشورات ونهاية بالجروبات علي جميع وسائل التواصل الاجتماعي ليس اعتباطيا، أو من الأمور الثانوية، بل من الأولويات والأبجديات الرئيسية والأساسية لكل التنظيمات، لأنهم يعتبرونه جهادا لنشر كلمة الله”.
قديما اهتمت التنظيمات الإرهابية بالمنشورات والتدوين على الحوائط والجدران، وحديثا أسسوا لأنفسهم منشورات إعلامية وصحفا ومجالات دورية، أنفقوا عليها ببذخ، وسخروها لترويج أفكارهم ونشر فتاواهم وبث سمومهم، ومع التطور الطبيعي وغير طبيعي للإعلام، كانوا لديهم السبق في تأسيس منصات لأنهم ببساطة يعتبرون حربهم الإعلامية وحملاتهم الدعائية هي المكسب الأكبر والأهم بل قل أن شئت هي الغنيمة “.
توفر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة والتيارات المتشددة، أذرع إعلامية، لا تقل نفوذا بداخلها عن الأذرع المسلحة أو الجناح العسكري، يمتع بإمكانات هائلة” أموال ومعدات وأفراد “ليتمكنوا من نشر وترويج ما يسند إليهم، من رسائل تحريض، وفتاوي تكفير وانتصارات مزيفة.
الآلية الإعلامية للتنظيمات والجماعات تحتاج دوما إلي المواجهة الفكرية والإعلامية، بأساليب تفوق أساليبهم، وبطرق حديثة وعملية وعلمية، نظرا لأنه يستهدفون استقطاب أفراد محدودي الخبرة.
وأخيرا شكرا لصناع العمل الفني مسلسل الكتيبة 101، لاهتمامهم بالتفاصيل الدقيقية ل” الأذرع الإعلامية “للتنظيمات الإرهابية، وتبسيطهم للمشاهدين الآلية الإعلامية للتكفيريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.