كامل كامل يكتب | تكلم بصراحة في الحالة الحوارية

0

صدى جلسات الحوار الوطني امتدت للجميع، صنعت حالة نشاطية داخل المؤسسات الإعلامية، المقروءة والمسموعة والمرئية، أنعشت سوق الأخبار، صدرت صورة ذهنية أن المصريين يتحاورن ويتناقشون، أخبار الجلسات جذبت القارئ والمشاهد، ووصلنا جميعا لمرحلة مهمة ألا وهي أن المواطن المصري البسيط بدأ يتفاعل مع الحوار الوطني، تفاعلا سواء بسؤاله عن انعكاس الحوار الوطني علي حياته وحياة أسرته، أو بسؤاله عن ماذا بعد انتهاء الحوار الوطني وجلساته.
سؤال المواطن عن نتائج الحوار نابعة من إدراج جميع القضايا والملفات بالحوار الوطني، وهي قضايا لو تعملون متعلقة بحياتنا ومعيشتنا، لا سيما أن هذه القضايا لا ترتبط بالشأن السياسي فقط، بل تمتد للمجالات الاقتصادية والاجتماعية.
والحق أقول، إن فكرة الحوار الوطني الداعي له رئيس الجمهورية، خلال إفطار الأسرة المصرية العام قبل الماضي، ويتم تنظيمه وإدارته تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، هي فكرة جديدة علي الغالبية العظمى منا، لم نرها من قبل، أو نشارك فيها أو نشاهدها، وعلى ما أذكر شهدت مصر حوارات بدعوة من رئيس الجمهورية، منها الحوار الوطني في الحقبة الناصري، بدعوة من جمال عبد الناصر، وهو المؤتمر الوطني للقوى الشعبية عام 1962 بعد 10 سنوات، ثم حوار في الحقبة الساداتية بدعوة من رجل الحرب والسلام، الزعيم محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر وحمل عنوان “ورقة أكتوبر”.
كما أظن- وليس كل الظن إثما – أن هذه الحوارات في الحقبتين “الناصرية والساداتيه” اهتمت بقضايا محددة علي خلاف الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يشمل جميع القضايا ويتضمن كل الملفات، ليس هذا فحسب بل المناقشة بلا إطار محدد مسبقا، أو بالأحرى دون خطوط حمراء بل المناقشات حصلت على الضوء الأخضر.
الحوار الوطني يحتاج منا أن نتكلم بصراحة شديدة، دون أن ينافق بعضنا البعض، نتكلم بشفافية وأجندتنا الوحيدة هي الوطن، نتكلم ونقول ما نراه حقا، لا نتكلم من أجل أن نرضي طرفا عن طرف، نتحاور ونناقش ونضع أمامنا أن الحوار الوطني هو من أجل النهوض بالحاضر وصناعة المستقبل، وحتى نصل إلى توصيات حقيقية تنعكس على حياة المواطن المصري، توصيات تتوافق مع الواقع المصري يمكن تتنفيذها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.