كامل كامل يكتب | غزة.. بورصة الدماء والدمار

0

جميع المشاهد في فلسطين المحتلة، لا يمكن وصفها في حكايات أو روايات، كل مشهد يتضمن سقوط ضحايا ونزيف دماء؛ وارتفاع متواصل لأسهم مؤشرات الدمار الكامل.. مشاهد تخالف المواثيق والقوانين الدولية، بل تتخطي حدود طعن الإنسانية واغتيال الآدمية وقتل البشرية.
إسرائيل كيان صهيوني يمتلك كل مقومات العصابات، وجيشها ميليشيات وفقا للإنسانية والأعراف الدولية العادلة مدرجة بقوائم التنظيمات الإرهابية، والتعامل مع هؤلاء يجب أن يكون وفقا لخطط مدروسة وتقديرات موقف محسوبة وقرارات محسومة.
لا أخفيكم سرًا بتسلل السعادة المتحفظة إلي قلبي بعدما رأيت سحل جيش الاحتلال الإسرائيلي في ضربة غير مسبوقة من جانب المقاومة الفلسطينية أطلق عليها طوفان الأقصي، كما تسلل إلي قلبى بغض بعدما تبرأت الحكومة الفلسطينية من المقاومة في قطاع غزة، لكن الحق أقول إننا بين مقاومة تحتاج لمزبد من التخطيط وحكومة فلسطينية ليس لديها إرادة قوية لمواجهة الاحتلال ؛ رضخت لحالة من الترهل واستسلمت للمشهد الراهن بأكمله .. وبين صحوة المقاومة الفلسطينية وترهل الحكومة الرسمية وصل الشعب الفلسطيني إلي محطة الدمار، نعم الدمار الشامل فهناك أرباب أسر دفنوا أسرهم في كفن واحد، ليستكملوا رحلة الحياة بمأساة تفوق كل المآسي.. فهذا أب دفن زوجته وأبناءه جميعا في مقبرة واحده.. وهذا ابن ظل يصرخ أمام مقبرة يواري التراب فيها أمه وأباه وأخوته جميعا.. والحق أقول إن هذه أحاسيس ومشاعر لن يصبرهم عليها إلا مدد من الله فـ”اللهم مدهم بمدد من عندك”.
حقا إدارة الدول غاية في الصعوبة والتعقيد، تدفع كل حاكم أن يفكر ألف مرة ومرة قبل اتخاذ أي قرارات لها عواقب على بلاده، فالحروب ليست سهلة.. ولا يعرف قيمة السلام إلا من خاض الحروب وعرف قيمة الأمن والأمان.
الأوضاع في فلسطين تتطلب أن يتوحد الجميع وأن تكون هناك قوة فلسطينية موحدة بدلا من تفتت فلسطين بين حركات المقاومة والحكومة، والشعب الفلسطيني وحده يدفع ضريبة هذا التشتت بمواجهة قصف جوي وبربري من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
توحد الفصائل الفلسطينية هو الدعم والرافد الأول لمواجهة احتلال الكيان الصهيوني، والبدء في مقاومة تراكمية من جانب الحكومة والشعب الفلسطيني وإجبار العالم الذي لا يؤمن إلا بلغة القوة على الرضوخ لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عبر حدود 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، ويحل السلام بفلسطين والمنطقة بأسرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.