كرم نعمة يكتب | لم يعد غوارديولا “جوبز” كرة القدم

0

يقترح روب درابر المحلل الكروي في صحيفة “أوبزيرفر” على مدرب فريق مانشستر سيتي جوزيب غوارديولا أن يبحث عن حل لمعضلة فريقه المتصاعدة بشكل مخيف وغير القابلة للتفسير “ومتى كانت كرة القدم قابلة للتفسير؟” عند غريمه المدرب السابق لليفربول يورغن كلوب!
ويرى أن كلوب أنقذ بوروسيا دورتموند من المأزق الكارثي الذي كان يعيشه وأعاد له الثقة وأمسك بعنان الفوز في تجربته الأخرى بتدريب ليفربول.
بينما كان رحيل كلوب عن ليفربول أسعد الأخبار عند غوارديولا آنذاك، وقال إنه سيحصل على جودة نوم عالية قبل لقاء ليفربول من دون أن يكون كلوب في إدارته!
لكن مثل ذلك الوعد لم يحصل لسوء حظ فيلسوف كرة القدم، الذي اعترف بعد سلسلة الهزائم بأنه لا ينام بشكل جيد ويجد صعوبة في هضم الطعام ويفقد عقله في بعض الأحيان! وهو ما جعل منافسيه يتلذذون بهزائمه المتتالية. ولم يجد غير أن يرد عليهم بالقول إنه مستقر في الأوقات الجيدة والسيئة على حد سواء.
مع ذلك فإن الوصف الباهر لغوارديولا بأنه رؤيوي وملهم وبمثابة ستيف جوبز كرة القدم، يبدده أداء فريقه المفتقد للثقة والإقناع، ولم يعد هذا الوصف قادرا على الدفاع عن سحر المعنى اللغوي بعد الهزائم المتتالية للسيتي آخرها السقوط المذل أمس الأول في نفق “فيلا بارك”، وهكذا تتراجع الأوصاف الباهرة كثيرا قبل أن تسبق اسم جوزيب.
الجميع يطالبه بالحل، لكنه يقول “ماذا بوسعي أن أقول نحن نلعب بشكل جيد لكننا نخسر”! بينما عيون مشجعي الفريق وحساده ترى على حد سواء، أن مستوى أداء اللاعبين في الدفاع وخط الوسط لم يكن كما كانوا بعد أن فقدوا إيقاع لعب السيتي المشوق، الأمر الذي جعل الهداف إيرلينغ هالاند يعيش وحيدا أمام مرمى الخصوم. ومن يعود إلى صرخته الموجعة بعد مشاهدة دفاع فريقه يفرط بالتقدم الذي أحرزه أمام برايتون، يدرك العجز الذي يعيشه من دون أن يعود زملاؤه إلى تمرير الكرات له.
يدافع درابر عن غوارديولا وفريقه ويقول بأنه ليس سيئا كما يبدو في الواقع “ويتمثل الأمر في أن العاطفة تتغلب على البيانات وتؤثر بالسلب على ثقة الفريق بنفسه وعلى تحليل وسائل الإعلام.”
لكن منتقديه وبعد الهزيمة المريرة أمام مانشستر يونايتد ثم أستون فيلا، لا يرون أنه بإمكان غوارديولا رؤية الضوء في نهاية النفق الذي يعيشه منذ أسابيع، ومتى سيأتي الفوز التالي، ويشبهون معركة الهزائم بأنها ليست صعبة فحسب للسيتي، بل إنها رائعة بالنسبة إليهم، إذ طالما أذاقهم مثل تلك الهزائم.
مع ذلك مباريات مانشستر سيتي المقبلة قد تكون قابلة للفوز، إذا تعلق الأمر بمستوى الفرق الأخرى، بيد أن الطريقة التي يلعب بها مانشستر سيتي في الوقت الحالي تعني أنه لا توجد ضمانات. صحيح لا أحد يضمن الفوز بكرة القدم، لكن الأداء وثبات العقلية في اللعب يجب أن يكونا هوية الفريق التي طالما صنعتها فلسفة غوارديولا وحصد عليها الألقاب الستة. وقد استغرق الأمر من الفرق المنافسة 18 عاما كي يجعلوا هذا المدرب يصل إلى هذه الفترة السيئة.
لم أتمتع بالكتابة مثلما تمتعت قبل سنوات وأنا أصف غوارديولا في نفس هذه المساحة بأنه جعلنا نعيش رفاهية مشاهدة كرة القدم، مع ذلك لم أتراجع كثيرا عما كتبته آنذاك رغم تراجيديا الهزائم اليوم، لكنني مثل غيري أبحث عما كان يبهرنا به فيلسوف كرة القدم ويجد الحل سريعا وهو يعيش في مساحة غير مألوفة له ولفريقه، على الأقل كي ندافع عن ألقابه كرؤيوي وملهم، مثلما صنع ستيف جويز من “أبل” ما يجعلها أقوى شركة في العالم. من دون أن تتراجع عن قوتها وتجديد أفكارها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.