كريمة حسين يكتب | يوم الشهيد

0

في التاسع من مارس من كل عام، تحتفل مصر بيوم الشهيد والمحارب القديم، ذلك اليوم الذي خُصِّص ليكون رمزًا للوفاء والعرفان لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. وهو يوماً وطنيا ًتتجدد فيه معاني الفداء والتضحية، ويؤكد فيه الشعب المصري اعتزازه بأبطاله الذين سطّروا بدمائهم صفحات مشرقة من البطولة، ليظل الوطن شامخًا، ينعم بالأمن والاستقرار.
فمنذ فجر التاريخ، سجّل المصريون بطولات لا تُحصى، سواء في معارك الدفاع عن الأرض ضد الغزاة، أو في مواجهة الإرهاب والتحديات المعاصرة. ولعل اختيار يوم ٩ مارس تحديدًا ليكون يومًا للشهيد، جاء تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي ضرب أروع الأمثلة في القيادة والتضحية حين استُشهد بين جنوده على الجبهة خلال حرب الاستنزاف عام ١٩٦٩
ويُذكّرنا هذا اليوم بقيم الوفاء والعطاء، فهو ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو درس في الوطنية والإخلاص، يعلّم الأجيال الجديدة أن حماية الوطن أمانة غالية تستوجب البذل والتضحية. الشهداء هم الذين منحونا الحياة بدمائهم الطاهرة، وعلّمونا أن بعض الموت فرحة ومجد وخلود، وأن الشرف الحقيقي يكمن في الدفاع عن الأرض والعرض.
وإن أقل ما يمكن أن نقدمه لشهدائنا الأبرار هو الوفاء لتضحياتهم، بالحفاظ على ما ضحّوا من أجله، والعمل على رفعة الوطن واستقراره. ويأتي هذا من خلال تكاتف الجميع، والتمسك بالقيم الوطنية، وبذل الجهد في بناء مستقبل يليق بتضحياتهم. كما يجب أن نولي رعاية خاصة لأسر الشهداء، تقديرًا لما قدموه من تضحيات، فهم يحملون في قلوبهم ألم الفقدان، لكنهم يفخرون بأن أبناءهم كتبوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل الخالدين.
إن يوم الشهيد ليس مجرد ذكرى، بل هو مناسبة يتجدد فيها العهد بأن تظل مصر قوية بدماء أبنائها، عصيّة على كل من يحاول النيل منها. ستبقى أرواح الشهداء مشاعل تنير لنا طريق العزة والكرامة، وسيظل المصريون أوفياء لهم، مدركين أن الشهادة ليست نهاية، بل هي بداية لحياة خالدة في وجدان الأمة.
وختاماً في هذا اليوم يتوجب علينا جمعياً أن نلج روضات هؤلاء الشهداء بالتحية والثناء عليهم وبالحديث عنهم وعن بطولاتهم الوطنية ،فقد ضحوا بحياتهم من أجل ان نحيا وتحيا مصر فى عزٍ وشرفٍ ، فوراء شهادتهم ودمائهم الغالية وطن باقٍ وشعب حى ينعم بالأمن والاستقرار على أرضه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.