خزان صافر العائم أو الناقلة صافر هي عبارة عن سفينة عائمة لتخزين وتفريغ النفط وقد تم بناء تلك الناقلة في عام 1976 من قِبل شركة هيتاشي زوسن اليابانية ، وقد صُممت تلك الناقلة لتستوعب حمولة من النفط تُقدر بحوالى 192,679 طن ويبلُغ وزن تلك الناقلة حوالى 406,640 طن أما عن طولها فيبلُغ حوالى 362 مترا وتعمل تلك الناقلة بواسطة توربين بُخاري سُرعته تبلغ 15,5 عُقدة أي حوالي 17,8 ميل في الساعة الواحدة .
وفي العام 1988 كانت الناقلة صافر ترسو على بُعد 7 كيلومترات من سواحل الجمهورية اليمنية تحت ملكية الحكومة اليمنية عبر المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز والتى كانت تستخدمها آنذاك لتخزين وتصدير النفط من حقول النفط الداخلية بمحافظة مأرب .
وظلت الأوضاع مُستقرة على ذلك النحو حتى بلوغ العام 2015 وخصوصًا مع بداية الحرب الأهلية والتي اشتعلت باليمن في هذا العام تحديدًا مما ترتب عليه سيطرة ميليشيات الحوثيين على ناقلة صافر سيطرة كاملة لتكون تلك السيطرة من قِبل ميليشيات الحوثيين هي مفتاح البداية لنشوب تلك الكارثة الكُبرى والتى تقبع هُناك عند مضيق باب المندب ومن المؤكد بأن تلك الناقلة وبعد سيطرة ميليشيات الحوثيين عليها لم تتم لها أى عمليات صيانة دورية مما ترتب عليه بعد ذلك في تلك السنوات والتي تَلَت العام 2015 تدهور وضرر كبير جدًا في الهيكل الخارجى وبالتالى فإن ذلك التدهور والضرر والذى حدث في الهيكل الخارجى أصبح يُشكل عدة كوارث ومصائب سأقوم بذِكر بعضها فقط لحضراتكم في عدة نقاط وهي كالآتي :-
أولًا : أصدرت مُنظمة (( Greenpeace )) الدولية تقريرًا حول ناقلة صافر النفطية وحذرت في هذا التقرير من خطورة حدوث انفجار ضخم سيؤثر بشكل كبير جدًا على الدول المُطلة مُباشرةً على البحر الأحمر ومن أهم تلك الدول التي ستتأثر بهذا الانفجار الضخم هُما المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية .
ثانيًا : عند حدوث تسريب في النفط الموجود بداخل هذه الناقلة نتيجة تآكل الهيكل الخارجي فسوف تتضرر شواطئ غرب المملكة العربية السعودية بشكل كبير جدًا وسوف يؤثر ذلك بالسلب على محطات تحلية المياه الموجودة بالأراضى السعودية .
ثالثًا : بما أن مضيق باب المندب هو عبارة عن مدخل صغير لمياه البحر الأحمر مما يجعل البحر الأحمر بحرا مُغلقا فسوف يترتب على ذلك الأمر وجود النفط المُتسرب من تلك الناقلة لمدة طويلة في مياه البحر الأحمر وبدون أى تصريف ليؤدى ذلك الأمر فيما بعد إلى حالات واسعة من تسمُم الأسماك وتلوث للشعاب المُرجانية .
رابعًا : تعطُل حركة الملاحة البحرية والتي تمُر عبر مضيق باب المندب ثم مياه البحر الأحمر مما سيترتب عليه أمر خطير جدًا آلا وهو التأثير السلبي أيضًا على حركة الملاحة في قناة السويس وستكون هذه بمثابة كارثة على كل دول العالم وخصوصًا الاقتصاد العالمى وذلك لأهمية قناة السويس كشُريان حياة أساسي لحركة التجارة العالمية.
وكانت كل تلك المصائب والكوارث فقط على سبيل المثال وليس الحصر وهذا بالتأكيد لأن ذلك الموضوع له آثار سلبية كثيرة جدًا على كل الدول المُطلة على البحر الأحمر مما يجعل سرعة التحرك والتعاون وجوبية بين كل الجهات المعنية بذلك الأمر الخطير وخصوصًا مصر والسعودية ولذلك أرجو بأن تصل هذه الرسالة إلى من يهُمه الأمر قبل وقوع الكارثة الكُبرى.
