كريم صبحي على يكتب | دونالد ترامب .. ما زال الجدل مستمرًا

0

دونالد ترامب هو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المُتحدة الأمريكية، ولكنه يختلف كثيرا عن كل رؤساء الولايات المُتحدة الذين سبقوه بل وحتى إنه يختلف كثيرا أيضا عن جو بايدن الرئيس الحالى للولايات المُتحدة الأمريكية، وهذا الأمر جعله من أكثر الرؤساء إثارةً للجدل حول العالم، فترامب لم يكُن مُجرد رئيس عادى قد أنهى مُدته الرئاسية وخرج من البيت الأبيض هكذا ولكنه ومُنذ أن خرج من البيت الأبيض وعاد إلى صفوف الجماهير العادية لاحقتهُ العديد من القضايا الجنائية والسياسية ومن أهمها قضية اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكى بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأمريكى وتحديداً في يوم 6 يناير من العام 2021 في سابقة نادرة لم تحدث أبداً من قبل في تاريخ الولايات المُتحدة الأمريكية، وقد اتُهم ترامب في تلك القضية لأنه قام بتحريض أنصاره على الخروج والتظاهُر بعد أن خسر في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالى جو بايدن زاعما بأنه يقوم هكذا بحماية الديمُقراطية الأمريكية، على حد وصفه وقوله.

لكن من أخطر القضايا الجنائية التى تُلاحق ترامب الآن هى قضية العثور على وثائق سرية مُسربة خاصة بالرئاسة والبيت الأبيض والدفاع الوطنى والأمن القومى الأمريكى في منزله الخاص وكان ذلك كفيلاً بأن يُدخل ترامب في دوامة من الصراعات القضائية في داخل أروقة المحاكم الأمريكية وتوجيه تُهم كبيرة إليه مثل تهمة التجسس وتهمة عرقلة سير العدالة وغيرها الكثير من التُهم والتى إذا تم إثبات تورطه فيها حقاً ستكون كفيلة بوضعه في السجن وخلف القضبان لسنوات عديدة قادمة.

وبالرغم من كل تلك العقبات الموجودة الأن في طريق ترامب السياسى ولكنه وما زال واضعا حلم العودة إلى البيت الأبيض مرةً أخرى نُصب عينيه وتراوده أحلام الجلوس على عرش الرئاسة الأمريكية مرةً أُخرى في كل دقيقة وثانية تمُر عليه، وبالتأكيد هذا الوضع الآن يضع أمريكا والعالم أجمع أمام خيارين أحلاهُما مُر وهو بقاء جو بايدن رئيسا لفترة رئاسية جديدة، وهو ذلك الرجل الذى بلغ من العُمر ثمانين عاماً والذى أصبح أيضا تعثرهُ وسقوطه الدائم على الأرض وبشكل شبه يومى تقريبا عنوان دائم في جميع الصحُف ومحطات الإذاعة العالمية، وبالتأكيد طبعا هذا الأمر خارج عن إرادته ولكن كما نقول نحنُ المصريين «السِن له حُكمه»، وذلك كان الخيار الأول وأما الخيار الثانى فهو عودة دونالد ترامب مرةً أُخرى ليحكُم الولايات المُتحدة الأمريكية لأربع سنوات قادمة، وبالتأكيد سوف تكون أربع سنوات جديدة أيضا مُثيرة للجدل كسابقاتها، ولكن هل سيوافق الحزب الجمهورى هذه المرة وبعد كل تلك الأزمات المُثارة على ترشيح ترامب مرة أُخرى ليُمثله في الانتخابات الرئاسية القادمة من عام 2024 أم سيتم اختيار مُرشح جمهورى جديد لمواجهة ومُنافسة جو بايدن والذى أعلن بالفعل عن خوضه السباق الرئاسى القادم رغم تقدمه الكبير في العُمر.

سواء فاز جو بايدن أو عاد ترامب من جديد فذلك لن يُغير من الأمر شيئا من وجهة نظرى لأن السياسة الأمريكية الآن تترنح بالفعل وتمر بأضعف حالاتها وكانت الحرب الروسية الأوكرانية هى القشة التى قسمت ظهر البعير وأظهرت الضعف الأمريكى أمام العالم أجمع وخصوصاً مع الإصرار الروسى والصينى على قيادة العالم، ووضع حكومة العم سام على مقاعد المُتفرجين ليُشاهدوا كغيرهم قواعد إدارة العالم الجديد وهى تُكتب في صفحات الأعوام القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.