كريم صبحي علي يكتب | البعض يذهب للتريند مرتين !!

0

التريند وما أدراكُم ما هو التريند ، إنه ذلك الهوس الكبير والمُنتشر بكثافة في عقول كثير من شباب وبنات جيل الألفية الحالي والذي قد يصل وللأسف الشديد في بعض الأحيان إلى أعلى درجة من درجات الجنون القصوى مما يتسبب في خلق سلوكيات وتصرفات وأفعال ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان يقوم بها كل من يحلُم بالشهرة والثراء السريعين عبر كافة وسائل التواصل الإجتماعي (( السوشيال ميديا )) .
وما قد يُثير إندهاشي وإستغرابي أكثر بخصوص ذلك الموضوع هو أن هوس التريند لم يعُد يقتصر فقط على جيل الشباب ولكنه أيضاً قد أصاب كبار السن والأطفال وبالتالي فقد أصبحت الأن كل الأعمار والطبقات الإجتماعية مهووسة بالتريند ليُظهر لنا ذلك الهوس الجنوني مُصطلح لُغوي جديد لم نكُن نسمع عنه في السنين القليلة الماضية وذلك المُصطلح هو (( ركوب التريند )) لتندرج تحت هذا المُصطلح جميع التصرفات والسلوكيات والأفعال الشنيعة والتي أقل ما يُقال عنها بأنها غير أخلاقية بالمرة والتي قد تصل في بعض الأحيان أيضاً إلى أفعال مُحرمة دينياً ومرفوضة مُجتمعياً وكل ذلك فقط من أجل ركوب التريند وتحقيق شُهرة مُزيفة وكاذبة حتى ولو كان ذلك الأمر على حساب نشر أفكار وقيم هدامة تُخرج لنا جيلاً جديداً فاقد لأبجديات ومعاني الخُلُق الحميد والفطرة الإنسانية السوية والسليمة .
وإذا كنت ممن يتصفحون صفحات السوشيال ميديا بشكل يومي فأنت إذاً مُعرض وبشكل كبير جداً لأن تُشاهد مثلاً فيديو عجيب لأسرة ما تقوم بأشياء غريبة وغير مفهومة من أجل الحصول على نسبة إعجابات ومُشاهدات عالية على ذلك الفيديو وبالتالي أيضاً الحصول على شُهرة وأموال أكثر حتى ولو كانت تلك الشُهرة والأموال على حساب أن يفقد الشخص كرامتُه وفي بعض الأحيان أيضاً قد تصل إلى حد أن يفقد الرجل أسمى معاني الرجولة والهيبة عندما يسمح لبناته أو زوجته أو أخته بأن تظهر بملابس غير مُحتشمة أو حتى أن تقوم بإيحائات وحركات غير أخلاقية تتنافى تماماً مع الأُسس الدينية والمُجتمعية الحميدة ، ولم تتوقف أبداً مصائب التريند عند هذا الحد بل وصلت أيضاً من أجل الحصول على نسب المُشاهدات العالية إلى تصوير فيديوهات ساذجة وخالية من المضمون وبلا أي معنى أو قيمة في داخل المنازل والغُرف المعيشية الخاصة في إنتهاك صارخ وفاضح لحُرمات البيوت والمساكن العائلية وأيضاً القيام بنشر فيديوهات مُستفزة لمشاعر الناس تقوم بعرض بعض الأشخاص يقومون بتناول أطعمة كثيرة وغالية الثمن بطريقة نهِمه وشرهه جداً تدُل على عدم الإكتراث والإهتمام لمشاعر الفقراء والمساكين والمحرومين ، وكانت تلك مُجرد عينة بسيطة فقط من نوعية تلك الفيديوهات التي تُثير الإشمئزاز لدى الكثير من رواد النت والسوشيال ميديا وصدقوني ما خفي كان أعظم وأكثر دهشة وحيرة وإستغراب بكثير .
وما يُزيد من تلك الحالة السلبية والمُنتشرة بشدة هو أن هناك أشخاص لا يكتفون أبداً بركوب التريند لمرة واحدة فقط فالبعض يذهب للتريند مرتين وثلاثة وربما أكثر من ذلك بكثير بحثاً عن الشُهرة والمال غير مُهتمين نهائياً بحفظ ماء الوجه أو الكرامة الشخصية لهم ولذويهم ، ولا يسعني في النهاية سوى أن أقول بأن المُجتمع بالفعل قد أصبح في خطر شديد جداً والأجيال القادمة تحتاج لوعي وتثقيف حقيقي حتى لا يكونوا ضحايا جُدد لذلك الشبح المُخيف والمُرعب والذي يُطلق عليه (( ركوب التريند )) .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.