دعونا نعود قليلاً بالذاكرة إلى العام 2007 عندما تم إنتاج واحد من
أفضل أفلام السينما المصرية بشهادة الكثير من خبراء المجال الفني
وأيضاً بشهادة الأغلبية من عامة الشعب المصري ألا وهو الفيلم
العربي (( مرجان أحمد مرجان )) بطولة الفنان القدير والزعيم عادل
إمام ، ويبدو بأننا اليوم نرى ساكن البيت الأبيض الحالي الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب وهو بالفعل يتقمص شخصية مرجان أحمد
مرجان بكل ما تحمله تلك الشخصية من تفاصيل وبكامل حذافيرها .
ومن أهم صفات شخصية مرجان أحمد مرجان هي تلك الصفة التي
يتسم بها رجل الأعمال الذي يملك الكثير والكثير من المال فيظن حينها
بأن المال هو تلك العصا السحرية التي يستطيع من خلالها فتح كافة
الأبواب المُغلقة وتحريك جميع بيادق رقعة الشطرنج العالمية ليتمكن
في النهاية من الفوز وبالحركة القاضية بل وقد يذهب خياله إلى أبعد
من ذلك بكثير ويفعل تماماً كما فعل مرجان في ذلك الفيلم الشهير حينما
إستخدم المال لشراء جميع الناس الذين يعارضون أفكاره ويرفضون
تصرفاته الرعناء والغير مسئولة بالمرة وبالتالي فبمجرد أن يقوم
بدفع المال يتم تحقيق أحلامه وتطلُعاته ورغباته حتى ولو كان ذلك
على حساب تغيير الواقع وقلب الحقائق فقط من أجل مصلحته الخاصة.
فما لبث أن يذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته الشاذة عن
تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلا ويلوح بالمُساعدات المالية التي
تُقدمها بلاده في إطار الإتفاقيات السياسية والأُطر الدبلوماسية للدول
الحليفة لأمريكا والتي على رأسها جمهورية مصر العربية والمملكة
الأردنية الهاشمية ، وبالرغم من أن هذه المُساعدات المالية قد تكون
مُهمة بعض الشيئ إلا أنها ليست بتلك الأهمية القُصوى التي تجعل
دولتين كبيرتين كمصر والأردن أن ترضخى لتلك المطالب الحمقاء
لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتصفية القضية المركزية الأهم
لكل المنطقة العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية .
وكأننا نرى مرجان من جديد وهو يستخدم المال للإعتراف بأن
قصيدة الحلزونة (( خطة التهجير )) هي أروع قصيدة تم إخراجها عبر التاريخ ، وكأننا نرى مرجان من جديد وهو يقوم بإستخدام المال
لرشوة فريق كرة القدم المُنافس له لكي يترك له ساحة الملعب خالية
على مصرعيها لتحقيق أكبر عدد من الأهداف وتحقيق نصر تاريخي
وأقصد هُنا بتلويح ترامب بالمُساعدات المالية التي يُقدمها لأوكرانيا
وللإتحاد الأوروبي من أجل تحقيق ما يريده وإلا فسيقوم برفع الرسوم
الجمركية على جميع تلك الدول التي عارضت أفكاره وخططه .
ويبدو يا سادة بأن ترامب يحتاج بالفعل إلى بعض الأصوات العاقلة
والتي لا يُمكن تهديدها وشراءها بالمال لكي تقف وتقول له لا كما فعلت
الدكتورة جيهان (( الفنانة القديرة ميرفت أمين )) مع مرجان وأثبتت
له بالفعل بأن المال لا يأتي بتلك النتائج الساحرة مع جميع البشر ولا
يُمكن أن يكون هو ورقة الضغط التي يستخدمها دائماً مع الجميع ، بل
وقد يحتاج ترامب إلى أحد أفراد فريقه الرئاسي ليُخبره بأنه لا يُمكن
شراء العارضة والتي وقفت أمامه كصخرة منيعة ومنعته من إحراز
أهدافه كما حدث مع مرجان أثناء لعبه لمباراة كرة القدم التي شاهدناها
جميعاً في أحداث الفيلم ، بل وقد يحتاج ترامب أيضاً إلى معرفة بأن
المال لن يجعله ذلك الرجل الدبلوماسي المُثقف والذي يجب على
الجميع بأن يقفوا إحتراماً له ولأفكاره الغريبة والتي لن تجلب سوى
المزيد من الحروب والخراب ليس على المنطقة العربية فقط بل وعلى
كل دول العالم أجمع .
ويجب علينا أن نتوقع جميعاً بأن السنوات الأربع القادمة من تاريخ
رئاسة ترامب للبيت الأبيض سوف تكون مليئة بالمُفاجئات الغير سارة
والمُقلقة للجميع ولكننا في النهاية أيضاً علينا أن نعرف جيداً بأننا
نتعامل مع رجل وللأسف الشديد لا يملك الحد الأدنى حتى من الفكر
الدبلوماسي والسياسي وهذا بطبيعة الحال لأن الولايات المتحدة
الأمريكية الأن يحكُمها ترامب أحمد مرجان .