كريم صبحي علي يكتب | خدعونا فقالوا

0

دعونا في البداية يا سادة نعترف ونُقر جميعاً بأنهُم حقاً وبالفعل قد إستطاعوا بأن يخدعونا كُلُنا وبدون أي إستثناءً لأي شخصاً فينا ، فقد كانت الأقنعة التي يرتدونها زاهيه وبراقه وناصعه بأزهى ألوان الشعارات الإنسانية والتي كانت تحمل في طياتها معاني كثيرة جداً عن السلام والمُساواة والرحمة والتسامُح والحق في العيش الكريم لجميع شُعوب الأرض وضرورة الحفاظ على الحق الأصيل في الحياة لكُل البشر وحماية النساء والأطفال في جميع بقاع الأرض وإبعادهم تماماً عن الصراعات السياسية وأماكن الحروب الخطيرة وتجنُب إدخال المدنيين العُزل في نطاق أي إستهداف من أي نوع سواءً كان مادياً أو معنوياً .
وعندما جاء أول إختبار حقيقي لتلك الشعارات البراقه لتنفيذها على أرض الواقع رسب الجميع في ذلك الإختبار وبجدارة وتساقطت كُل تلك الأقنعة على الأرض وبسرعة كبيرة جداً لتمتلئ بدماء الأبرياء من نساء وأطفال وشباب وشيوخ غزة العُزل والذين لا ناقة لهُم ولا جمل في تلك الإبادة الشنيعة التي يُمارسها جيش الإحتلال الصهيوني الغادر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وهُنا ومن تلك النُقطة تحديداً علينا أن نوجه سؤال مُهم جداً إلى كل هؤلاء المُتشدقين بشعارات حقوق الإنسان والحُرية والمُساواة والعدل وخصوصاً تلك الدول الغربية والولايات المُتحدة الأمريكية ونقول لهُم جميعاً (( أليس فيكُم رجلُاً رشيد ؟ )) أم أن إزدواجية المعايير الأن هي الصفة السائدة التي تُسيطر على المشهد وبجدارة ، فعندما قامت الحرب على أوكرانيا أقمتُم الدنيا ولم تُقعدوها وهو بالفعل حق كامل وأصيل للشعب الأوكراني بأن يعيش بسلام وآمان ولا يستطيع أي إنسان سوي أن يُنكر ذلك الأمر أبداً ولكن أليست غزة أيضاً لها نفس ذلك الحق الأصيل ، ألا يتساوى لديكُم نساء وأطفال غزة مع نساء وأطفال أوكرانيا أم أن لغة المصالح هي التي تُحرك ضمائركُم ؟ .
لقد خدعونا يا سادة بالفعل ولا نستطيع أن نُنكر ذلك أبداً ، فقد خدعونا وقالوا بأن السلام حق مكفول للجميع وهُم أنفسهُم جميعاً من يدعمون جيش الإحتلال الصهيوني في تلك الإبادة الجماعية التي يُمارسها بحق الشعب الفلسطيني ، وخدعونا فقالوا بأن الحرب يجب أن تتوقف حالاً وهُم أنفسهُم من يدعمون جيش الإحتلال الصهيوني بكامل الدعم اللوجيستي من مال وسلاح ومعلومات إستخباراتية وتغطية سياسية وإعلامية لإخفاء جرائمُهم الشنيعة بحق شعب فلسطين الأعزل ، وخدعونا فقالوا بأن قلوبهم مع أطفال ونساء غزة وهُم أنفسهُم جميعاً من يغرزون أنيابهم المسمومة في دماء أطفال ونساء غزة ، وخدعونا فقالوا بأن مُرتكبي جرائم الحرب لن يُفلتوا من العقاب أبداً وهُم من يعلمون جيداً بأن جيش الإحتلال الصهيوني يرتكب جريمة حرب جديدة في كل ساعة بحق أهل غزة وفلسطين العُزل ، ولذلك وجب علينا جميعاً الإعتراف يا سادة وبالفعل بأنهم حقاً وصدقاً ويقيناً خدعونا فقالوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.