ماجد طلعت يكتب | مصر وتركيا وعمق العلاقات التاريخية (1 – 2)

0

عمق العلاقة التاريخية بين مصر وتركيا، وما حدث بينهما من تداخل والتقاء على مدى آلاف السنين، يجعل من الصعب على أي نظام سياسي في البلدين تجنب هذا الواقع. بالإضافة إلى ذلك، فإن حتمية الجغرافيا في شرق المتوسط تجعل ارتباط البلدين أمرا ضروريا لا يمكن تجاهله.

ووجود نظامين قويين في مصر وتركيا يمثل معادلة جديدة في الشرق الأوسط هذا الوضع قد يعيد صياغة التاريخ نفسه، حيث يمكن أن يؤدي تعاون الدولتين إلى تعزيز دور الشرق الأوسط وتحقيق مكانة بارزة على الساحة الدولية.

مصر وتركيا شهدتا عدة مراحل تطور، بدءاً من الحكم العثماني لمصر إلى الحقبة الحالية نستعرض منها :

– المرحلة الاولي : بدأت العلاقات بين الأتراك ومصر قبل دخول الأتراك إلى الأناضول في نهاية عصر العباسيين. بعد أن حكم الأتراك الأناضول وأصبحوا ذوي النفوذ في القسطنطينية، تقاطعت الجغرافيا مع التاريخ، وأصبحت مصر جزءًا من دولة العثمانيين، وظلت هذه العلاقة قائمة حتى فترة الحكم الأجنبي.

– المرحلة الثانية : قبل عام 1952، كانت القضايا التي تشغل السياسيين في مصر وتركيا مختلفة تماما. خلال هذا الوقت، كانت مصر الليبرالية تسعى للتحرر من الاحتلال الإنجليزي والحفاظ على وحدة وادي النيل، في حين كانت تركيا تسعى لصناعة الجمهورية القومية العلمانية

– المرحلة الثالثة : خلال فترة الخمسينات وحتى الثمانينات، غطت القومية العربية في مصر على حقبة مصر الليبرالية، بينما دخلت تركيا في فترة من الاضطرابات السياسية والحكومات المؤقتة

– المرحلة الرابعه : منذ عام 1981 وحتى 2002، شهدت تركيا فترة من التحديات والتغيرات السياسية. بعد وفاة رئيس الوزراء تورجت أوزال، حاول نجم الدين أربكان التقرب من مصر ضمن مشروع تحالف دول إسلامية، ولكن هذا المشروع لم يدم طويلا بعد اطاحة اربكان بانقلاب عسكري.

– المرحلة الخامسة ما بعد عام 2002 : 2011 عندما جاء حزب العدالة والتنمية بسياساته الجديدة، تمثلت أبرز هذه السياسات هي العودة إلى الشرق وتوسيع آفاق التعاون مع الدول العربية والإسلامية، مما شكل تحولا ملحوظا في السياسة الخارجية التركية وبعد مرور خمس سنوات تمت زيارة لحسني مبارك إلى أنقرة في عام 2007، حملت في طياتها “حوارًا وشراكة استراتيجيين مركزين على التعاون في مجالات الطاقة والأمن الإقليمي وبالرغم من توقيع اتفاقيات تجارية بين مصر وتركيا، لم تتطور العلاقة إلى تعاون سياسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.