محمد الدوي يكتب | النجم الساطع بمكانة مصر

أعلنت القوات المسلحة انطلاق مناورات التدريب المصري ــ الأمريكي النجم الساطع 2025، بقاعدة محمد نجيب العسكرية، ويستمر حتى 10 سبتمبر المقبل.

ويشارك فى هذا التدريب المشترك على أرض مصر 43 دولة، منها 14 دولة تشارك بقوات ومعدات عسكرية أكثر من 8 آلاف مقاتل، بينما تشارك 29 دولة بصفة مراقب.

وعادة تقام مناورات النجم الساطع فى الخريف كل عامين، حيث بدأت فى أكتوبر 1980 بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وقد توقفت هذه التدريبات أربع مرات: الأولى عام 1991 بسبب حرب الكويت، والثانية عام 2003 بسبب حرب العراق، والثالثة عام 2011 بسبب أحداث 25 يناير، والرابعة عام 2013 بعد الإطاحة بحكم الإخوان.

تعد مناورات النجم الساطع من أهم وأكبر التدريبات العسكرية المشتركة التي تستضيفها مصر، وقد اكتسبت هذه المناورات أهمية استراتيجية باعتبارها منصة متقدمة للتدريب وتبادل الخبرات، فضلاً عن كونها رسالة سياسية وعسكرية تعكس مكانة مصر المحورية في محيطها الإقليمي والدولي.

وتهدف مناورات النجم الساطع إلى رفع كفاءة القوات المسلحة وتعزيز جاهزيتها القتالية من خلال التدريب على أحدث الأساليب العسكرية لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية.
كما تسعى إلى تبادل الخبرات مع الجيوش المشاركة، وتطوير قدرات العمليات المشتركة متعددة الجنسيات، بما يعزز من مكانة مصر كركيزة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويدعم قدرتها على حماية أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.

وتتمثل أبرز فوائد هذه المناورات في رفع الكفاءة القتالية وتطوير مهارات الضباط والجنود المصريين، والاطلاع على أحدث التكتيكات والتكنولوجيا العسكرية، وتعزيز التعاون العسكري الدولي وتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة ودول حلف الناتو ودول إقليمية أخرى، بالإضافة إلى تنمية قدرات القيادة والسيطرة وتحقيق الردع الاستراتيجي بما يعزز الثقة الشعبية والإقليمية في قوة الجيش المصري.

كما تحقق مصر عوائد غير مباشرة من هذه المبادرة؛ حيث عززت المناورات مكانة مصر كركيزة للاستقرار في المنطقة، ووسعت من شبكة شراكاتها الدولية، كما انعكست إيجابياً على الاقتصاد الوطني عبر الأنشطة اللوجستية المصاحبة.

وإلى جانب ذلك، تمثل المناورات رسالة ردع استراتيجية تُظهر قوة مصر العسكرية وتؤكد استعدادها لمواجهة التحديات.

إن مناورات النجم الساطع تمثل أداة محورية في الاستراتيجية العسكرية المصرية، حيث تجمع بين التدريب العملي وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي، مما يجعلها ركيزة أساسية في دعم الأمن القومي والإقليمي.

وفوائدها وعوائدها الاستراتيجية يرسخ دور مصر كفاعل رئيسي في صياغة معادلات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا.