مصر بلد غني بالتاريخ والثقافة، وقد أنجبت على مر العصور العديد من المبدعين والعقول الراقية في مجالات متعددة، ولكي تحتفظ مصر بمبدعيها وتعزز تطورهم، هناك عدة جوانب يجب أخذها في الاعتبار.
أولاً وقبل كل شيء، يجب توفير بيئة ملائمة للإبداع، كما يجب أن تكون هناك فرص للتعلم والتطوير في مختلف المجالات الفنية والعلمية، كما يجب أن تكون هناك جامعات ومدارس ذات مستوى عالٍ تقدم برامج تعليمية متميزة وتشجع الطلاب على التفكير الابتكاري والإبداعي.
ثانياً، يجب أن يتم دعم المبدعين المصريين من خلال توفير التمويل والمنح اللازمة لتطوير أفكارهم ومشاريعهم، وأن يكون هناك دعم حكومي وخاص للمبدعين الواعدين، سواء عن طريق توفير القروض الميسرة أو المساعدة في الحصول على تمويل من مستثمرين.
ثالثاً، يجب توفير الفرص العمل المناسبة للمبدعين، أن تكون هناك فرص عمل في القطاع العام والخاص تشجع على التفوق والإبداع، كما يمكن أن تقوم الشركات والمؤسسات بتشكيل شراكات مع المبدعين المحليين ودمج أفكارهم ومهاراتهم في مجالات الابتكار والتطوير.
رابعاً، يجب توفير المنصات الثقافية والفنية التي تعرض أعمال المبدعين المصريين، ودعم الفنون التشكيلية والأدب والسينما والموسيقى والمسرح، وتنظيم معارض وعروض لعرض أعمال المبدعين وإبرازارها، وتنظيم مهرجانات ثقافية وفنية تسلط الضوء على المبدعين المصريين وتعرض إنجازاتهم أمام الجمهور المحلي والعالمي.
خامساً، يجب تشجيع التعاون والتواصل بين المبدعين المصريين، ويمكن تنظيم ورش عمل ومؤتمرات وندوات تجمع المبدعين من مختلف التخصصات لتبادل الأفكار والخبرات والتعاون في مشاريع مشتركة، كما يمكن أيضًا إنشاء منصات رقمية تتيح للمبدعين المصريين التواصل والتعاون عبر الإنترنت.
أخيراً، يجب توفير الحماية للملكية الفكرية وحقوق المبدعين، وأن تكون هناك قوانين وسياسات تحمي حقوق الملكية الفكرية وتكافئ المبدعين عن جهودهم، ومكافأة المبدعين وتكريمهم وتوفير الدعم اللازم لهم لمتابعة عملهم الإبداعي دون مخاوف من الانتهاكات أو الاستغلال غير المشروع.
باختصار، لكي تحتفظ مصر بمبدعيها، يجب توفير بيئة مناسبة للإبداع، ودعمهم ماديًا ومعنويًا، وتوفير فرص العمل المناسبة، وتوفير المنصات الثقافية والفنية، وتشجيع التعاون والتواصل، وحماية حقوق الملكية الفكرية، كما أن استثمار مصر في مبدعيها سيؤدي إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية للبلاد وتعزيز مكانتها كمركز إبداعي رائد في المنطقة والعالم.
