محمد السباعي يكتب | أكتوبر والطريق للجمهورية الجديدة

0

ووضعت حرب أكتوبر المجيدة حداً لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا وهي ليست كُلفه ماديه فقط بل أحدثت تغيرا ًجذريًا في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الدولة الاسرائيلية، كما أظهرت ازمة بالغة العمق الاسرائيلي والتي كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة غير ان النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي.
لقد انتهت ثقة الاسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعتري جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا أخطر شيء يمكن ان تواجهه الشعوب وفي المقابل أثبتنا لأنفسنا وللعالم أجمع أن الشعب المصري قادر على مواجهه المستحيل بل هو المستحيل نفسه.
وكم نحن نحتاج الي استحضار روح أكتوبر ونحن نحتفل بالنصر بكل فخر هذه الأيام لبناء “الجمهورية الجديدة”.. وتعني “الجمهورية الجديدة” تحولًا شاملاً في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر، ترتكز فلسفة الجمهورية الجديدة على العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة كافة المواطنين.
ورغماً عن التحديات الجمّه التي تواجهها الدولة المصرية في الداخل والخارج، فإن المصريين لديهم من الإرث الثقافي والحضاري والتاريخي ما يمكنهم من تحقيق هدفهم ، ونحن المصريون قادرون على الانتصار في معركة التنمية والبناء للنهوض ببلدنا.
فمصر خلال السنوات العشر الماضية واجهت ومازالت تواجه العديد من التحديات في سعيها لتحقيق التنمية بما في ذلك التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ونهدف جميعاً لتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وتطوير البنية التحتية وزيادة الاستثمارات في البلاد بالإضافة إلى التصدي لأيادي الخراب وطيور الظلام والإرهاب وأهل الشر والحفاظ على أمننا الداخلي والخارجي.
وشاهدنا تنفيذ مجموعة واسعة من السياسات والإصلاحات الاقتصادية، مثل تحقيق الاستقرار المالي وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة. تركز أيضًا على تطوير البنية التحتية، مثل مشروعات البنية التحتية الكبرى بما في ذلك التوسع في شبكة النقل وتحسين الطرق والموانئ وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
هذا بالإضافة الي تعزيز التعليم والصحة وتوفير فرص العمل وتشجيع ريادة الأعمال وتنمية القطاع السياحي والزراعي والصناعي، وقد تم التركيز على تحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية البشرية من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تنموية في مختلف القطاعات. تمت معالجة القضايا الاقتصادية العالقة وتحسين بنية التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية للبلاد.
والتركيز أيضا على تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز المشاركة المدنية. تمت مكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة الرشيدة وتعزيز دور المؤسسات الديمقراطية في صنع القرار.
وها نحن نستدعي روح أكتوبر في الجمهورية الجديدة لتمثلان رمزًا للتغيير والتطور في مصر، فقد أدت حرب أكتوبر إلى تحفيز الشعور بالوحدة الوطنية والإرادة القوية لتحقيق النصر والتقدم
ومن خلال الجمهورية الجديدة، نستهدف تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة لصالح المجتمع المصري.
ومن هنا نستطيع القول إننا في أمس الحاجة لاسترجاع تأثير روح أكتوبر المجيدة الذي لا يزال ملموسًا حتى يومنا هذا يبعث في جمهوريتنا الجديدة روح الأمل والتفاني لإحراز التقدم في كافة مجالات التنمية كالبنية التحتية، والتعليم، والصحة، وتوفير فرص العمل، وتعزيز قيم الحرية والعدالة والمشاركة بما في ذلك مجال حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية.
وعلى الرغم من التحديات القائمة، إلا أن روح أكتوبر تطل على جمهوريتنا الجديدة لتعزز الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق لمصرنا الغالية لتذكرنا بأهمية الوحدة والتضحية والعمل المشترك في تحقيق التغيير الإيجابي والاستمرار في تعزيز مبادئ الحرية والعدالة والتنمية المستدامة، وعندما يتحقق هذا التغيير، يمكن لبلادنا أن تحقق التقدم والازدهار وتحقيق أحلام شعبها العظيم وتطلعاته في الازدهار والرفاهية فما نشهده اليوم، ما هو إلا تأكيد لإرادة هذا الشعب الباسل، وإظهارا لقدرته فى تحويل المحن إلى منح، والأزمة إلى نجاح وإنجاز مشهد إنساني، ظاهره “التضامن والتكافل”، وباطنه “الإخلاص والاستعانة بالله” وتحت مظلة “وطن واحد “ضحى من قبل آباؤنا وأجدادنا قادة الحرب والسلام من أجل أن نعيش نحن اليوم على أرضه في أمن وسلام ونحن على أتم استعداد على أن نبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل بنائه وازدهاره ورفعة شأنه بين الأمم “فلا قيمة للحياة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله مثلما فعل هؤلاء القادة العظام” فهنيئا لمصر بأبنائها الأوفياء الأنقياء في كل زمان ومكان. حفظ الله مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.