محمد السيد سليمان يكتب | الصين وتايوان

0

ظلت الصين ان تواصل تقدمها حتى تُصبح قوى عُظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية او الإتحاد السوفيتي سابقًا، وقد يمكن القول بأن الصين وصلت إلى هدفها بأنها أصبحت تاني اكبر اقتصاد في العالم و بناء قوى عسكرية ضخمة حتى أصبحت ان تملك جيش من أقوى جيوش العالم عددًا وصناعة للأسلحة والمعدات العسكرية المتقدمة خاصًا الطائرات والمقاتلات الحربية.

لكن هناك شيء عائق يمنع الصين من ان تصبح قوى عُظمى وهي “تايوان”، والتي تُسمي “الصين تايبيه”، وتعتبر جزيرة صغيرة مقارنًة بالصين وتبعد عنها بحوالي ١٣٠ كيلو مِتر، وتقع بالتحديد في جنوب شرق الصين، فلماذا الصين مُستعدة بأن تضحي بكل شيء مقابل ان تُسيطر علي تايوان؟

في اوخر القرن ال١٩، حكمت عائلة تُسمي عائلة تشانج كل من الصين وتايوان، ولكن في نفس هذه الفترة، كانوا اليابانيين من أقوى واعنف شعوب العالم، وفي سنة ١٨٩٥، احتل الجيش الياباني الصين و تايوان علي مدار ٥٠ عام، ظلت الصين وتايوان جزءً من الإمبراطورية اليابانية، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب اليابان بمُفعِّل ذري لتعلن عن إنهاء الحرب وإستسلام اليابان وعادت الصين وتايوان دولة واحدة تحت مُسمى “جمهورية الصين”

وفي فترة الاربعينيات من القرن الماضي، اندلعت الكثير من الثورات الشيوعية Communist revolutions بدعم من الإتحاد السوفيتي، فكان العالم في هذا الوقت مُنقسم إلى الرأسمالية والشيوعية، فأنتشر في الصين ميئات الآلاف من الشيوعيين في هذا الوقت يطالبون بإسقاط رئيسهم “شيانج كاي شيك- Chiang Kai Shek” وتحويل دولتهم إلى دولة شيوعية بقيادة “ماو تسي تونغ-Mao Zedong”، وبالتحديد في عام ١٩٤٥، حدثت حرب أهلية في الصين بين شيوعين الصين المدعومين بكامل الدعم من الإتحاد السوفيتي والشعب الغير متبني، وفي عام ١٩٤٩، انتهت الحرب الأهلية بإنتصار الشيوعية وترئس الحكم ماو تسي تونغ وقام بتغير جمهورية الصين إلى “جمهورية الصين الشعبية”، وهرب شيانج وجماعته اكتر من مليونين شخص إلى جزيرة تايوان، لتكون فرصة لإستعادة قوتهم وإستعادة الصين الكبيرة، وفي بداية السبعينيات، تأسست الحكومات الجديدة في تايوان تحت دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، ونهضت اقتصاديًا لتصدر للعالم بأقل الاسعار، لإهام العالم بأنها دولة مستقلة ذات سيادة وشعب وسُلطة، وكوّنت علاقات تجارية وعسكرية قوية مع الولايات المتحدة الامريكية، برغم من ان تايوان سلكت طريق غير الصين بالرغم من انهم دولة واحدة، فالصين تقوم علي الحزب الواحد ومبدأ وفِكر الشيوعية، عكس تايوان كان يسود فيها الحرية والديمُقراطية والتعددية الحزبية.

وبالرغم من ان الجيش الصيني يفوق الجيش التايواني من حيث العدد والتفوق، هناك العديد من التحديات التي تواجه الصين من ضم تايوان لها:

اولًا: العامل الجغرافي وهو الاكثر تعقيدًا، فذكرنا انها تبعد عن الصين حوالي أكثر من ١٣٠ كيلو مِتر

ثانيًا: يحكم دائمًا الحروب ما يُسمي “قانون ١٠١”، وهو ان يكون جيشك تلات أضعاف الجيش المُدافع، فتحتاج الصين ثلاث أضعاف الجيش التايواني لضمان الصمود

ثالثًا: عدد المعدات العسكرية التي تحتاجها من سُفن وطائرات لنقل الجيش المقاتل ولحمايتهم وإمدادهم بالمواد الغذائية

رابعًا: وهم حلفاء تايوان والتي كانت منهم الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ففي ١٨ فبراير ٢٠٢٥، أسقطت وزارة الخارجية الأمريكية عبارة “We do not support Taiwan independence”

فتعتبر تايوان جزءً لا يتجزأ من الصين ورمز لسيادتها وكبريائها وقوتها ووحدة أراضيها، ومن دوافع تمسك الصين بها، بأنها تمثل بوابة علي بحر الصين الجنوبي عمق وامتداد الصين علي العالم بتنافس الامريكيّ الصيني، وايضًا هناك إقليمان علي هامش حدود الصين يحلمان بالانفصال وهما: إقليم التبت في أقصى جنوب غرب الصين، وإقليم تشينغ يانغ او “تُركيستان الشرقية” في أقصى الشمال الغربي للصين، ولتيوان أهمية اقتصادية، فهي عاصمة صناعة الرقائق الإلكترونية التي تُعتبر حجرها الأساسي في الصناعات الحديثة.
لذا، فتيوان ليست مجرد أرض وسكان، بل هي رمز سياديًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لدولة الصين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.