محمد الكاشف يكتب | إعادة إحياء النوبة

1

لقد كانت النوبة مقهورةً منذ أمدٍ بعيد إبتداءً من بناء خزان أسوان عام 1902، وقد تم تهجير أهلها على فترات متباعدة بعد قرار تعلية الخزان عام 1912، ثم التهجير للمرة الثالثة، عام 1933. وتتوالى الأحداث وكان لابد من تنفيذ المشروع الوطني وهو بناءُ السد العالي، وقد تم تهجير أهل النوبة على إثر هذا الحدث العملاق، بين عامي 1963 و1964. وكانت الظروف المعيشية صعبة للغاية، وبعد التهجير تعرّض عدد كبير من أهالي النوبة إلى صدمة نفسية وعصبية، بعضهم لم يخرج من البيت طوال حياته. تبعًا لشهادة أحمد الشيخ، 77 عامًا، من قرية بلانة.
لم يأخذ أهلنا التعويض الملائم الذي كانوا يستحقونه منذ ذلك الحين ولكن القيادة السياسية الحالية الحكيمة تعي وتدرك أهمية النوبيين وأن النوبة هي رواق إفريقيا فقد تم التعويض الجزئي عام 2018.
أخيرًا، وبعد أكثر من نصف قرنٍ من الهجرة، تتوالي الأحداث ودخول النوبة ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة “بعد الزيارة الأولي لوفد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بعد تهميشٍ دام لأكثر من خمسين عامًا، وتوجه القيادة السياسية لمد يد العون من المتضررين من أهلنا بالنوبة نتيجة السيول كانت هذه الزيارة بمثابة إعادة “إحياء النوبة” وشعور أهلها بأن الدولة لم ولن تنساهم وأن أنينهم بات مسموعًا ما بين عشية وضحاها وقد جنت الزيارات ثمارها وأخرها عندما قام السيد الرئيس بزيارة قرية غرب سهيل والسماع للأهالي وإعادة إحياء مشروع “توشكى”، وافتتاح أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية علي مستوي العالم بمجمع “بنبان”. لذلك تعيش النوبة ميلادًا جديدًا في حضرة الجمهورية الجديدة.

* محمد الكاشف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

تعليق 1
  1. حسام يقول

    الان اهلنا فى النوبة والصعيد يشعرون بمدى اهتمام الدولة بنا ومبادرة حياة كريمة هى تحقق ما يطلبه ويتمناه الإنسان من تطوير قريته تطوير خدماتها وحياته

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.