محمد المسلمي يكتب | مصر وكلمتها الثابتة

0

مصر لها دائمًا وأبدًا كلمتها الثابتة، ومبادئها الراسخة في رسم سياسات الاستقرار بالمنطقة العربية. فأينما طافت أنظارك من مشارقها إلى مغاربها، وجدت على رأس الدولة فارسًا نبيلًا، يمسك بزمام العروبة، ويوجه بوصلة المنطقة نحو دفة الاستقرار، مساهمًا هنا وهناك في دحر الإرهاب، ووقف العنف، والمضي قدمًا في كتابة فصول في تاريخ التنمية الاقتصادية، وآفاق الاستثمار، والتطوير، لا في بلده فحسب، وإنما في كل البلاد العربية، التي شهدت تدهورًا خلال السنوات الماضية على أيدي جماعات الإرهاب الأسود، التي تآمرت على عروبتنا، وكانت تنوي الدخول بأوطاننا في نفق مظلم، لا عودة منه.
استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D-8) في العاصمة الإدارية الجديدة. افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة التي عُقدت تحت شعار “الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد”. وتضم منظمة الدول الثماني النامية في عضويتها كلًا من مصر، بنغلاديش، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان، وتركيا. تهدف المنظمة، التي تأسست عام 1997 في إسطنبول، إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
شهدت القمة مشاركة رفيعة المستوى من قادة الدول الأعضاء، بالإضافة إلى حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوة من مصر. ناقش القادة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مع التركيز على دعم الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. كما تناولت القمة التطورات الإقليمية، خاصة الأوضاع في فلسطين ولبنان، حيث تم تخصيص جلسة خاصة لمناقشة هذه القضايا.
تسعى المجموعة لتعزيز التعاون الاقتصادي، وتحسين مواقف البلدان النامية في الاقتصاد العالمي، وتنويع وخلق فرص جديدة في العلاقات التجارية، وتعزيز المشاركة في صنع القرار على المستوى الدولي، وتوفير مستوى معيشة أفضل، حيث تتسم عضوية مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية بطابع عالمي، وليس إقليميا، خاصة أن مبادئها والمنطقة الجغرافية، التي تغطيها مفتوحة لجميع الدول النامية. وتعد من أهم مجالات نشاط المجموعة الزراعة وسلامة الغذاء والتجارة والنقل والصناعة والطاقة، كما يتم تنفيذ العديد من الأنشطة في مجالات الصحة والسياحة.
على الرغم من الطموحات الكبيرة لمجموعة الدول الثماني النامية، فإنها تواجه العديد من التحديات على المستوى السياسي، الذي يشهده الإقليم والعالم، منها الإطاحة بنظام بشار الأسد والخوف من تحول سوريا إلى ملاذ للتيارات الإرهابية والمتطرفة هاجسًا لدى الدول الراغبة في استقرار سوريا، ومنها دول أعضاء في مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، لاسيما وأن إسرائيل لم تنتظر وقتًا طويلاً. وعلى الفور، قامت مُقاتلاتها بمئات الغارات الجوية، التي استهدفت مقدرات الجيش السوري ومخازن السلاح ومستودعات الذخائر ومراكز البحوث العسكرية ووحدات الأسطول البحري بدعوى منع وقوع هذه القدرات في يد الحكام الجدد.
كذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ يشكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعدم تسويته، وفق مقررات الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، المعضلة الرئيسية لاستقرار الشرق الأوسط، والتي تعمقت بوصول حكومة يمينية متطرفة إلى سدة الحكم في إسرائيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.