محمد بشار يكتب | الغباء الاصطناعي

0

الغباء الاصطناعي هو الوجه المظلم للثورة التقنية التي يعيشها العالم اليوم فبينما يتحدث الجميع عن الإنجازات المبهرة للذكاء الاصطناعي من سيارات ذاتية القيادة وروبوتات تُجيب على الأسئلة وأنظمة للتشخيص الطبي والتعرف على الصور والأصوات تكشف الحقائق أن هذه التقنيات ليست مثالية كما يُروج لها بل إن نسب الأخطاء لا يمكن تجاهلها حيث تصل نسبة الخطأ في التعرف على الصور إلى 35% ويُظهر الواقع أن ما يقرب من 40% من إجابات روبوتات المحادثة قد تكون مضللة أو غير دقيقة فضلًا عن مئات الحوادث المأساوية التي تسببت فيها السيارات ذاتية القيادة والتي كان يُفترض أن تقلل الخطر لكنها أضافت نوعًا جديدًا منه إن ما نطلق عليه ذكاءً اصطناعيًا ليس ذكاءً حقيقيًا بل هو مجرد خوارزميات مبرمجة تتعلم من البيانات المتاحة لها فإذا كانت هذه البيانات ناقصة أو منحازة أو مشوشة فإن النتيجة تكون غباءً برمجيًا يرتدي قناع الذكاء وما يزيد من خطورته أنه لا يخطئ عشوائيًا بل يكرر نفس الخطأ بلا توقف الكارثة الحقيقية تكمن في الاعتماد الأعمى على هذه الأنظمة وكأنها لا تخطئ فالإنسان حين يخطئ يمكنه المراجعة أو التراجع لكن الآلة تكرر النتيجة نفسها بلا وعي ولا ضمير مما يجعل آثار الخطأ مضاعفة وأكثر فتكًا ومن هنا يثور السؤال الجوهري:
هل نحن أمام ذكاء خارق يفوق قدراتنا أم أمام غباء مقنع بالبرمجة المؤكد أن العالم يحتاج إلى وضع ضوابط صارمة لاستخدام هذه التقنيات خاصة في المجالات التي تمس حياة البشر بشكل مباشر مثل الطب والأمن والنقل فالثورة التقنية ليست قدرًا محتومًا وإنما أداة بأيدينا يمكن أن تقودنا إلى التقدم إذا أحسنا استخدامها أو تدفعنا إلى الهاوية إذا استسلمنا لوهم كمالها والبشرية اليوم مطالبة بأن تتحلى بالحكمة الكافية لتبقى في مقعد القيادة قبل أن تسلبه منها الآلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.