محمد بغدادي يكتب | مخرجات الحوار الوطني

0

يبدو أن المجتمع المدني والخبراء والأدباء والمثقفين لهم رأي أخر في تناول القضايا المحلية والدولية وفي الاستعداد الأمثل لمواجهة المشكلات والأزمات والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. فالحوار الوطني خطوة جادة من جانب الدولة المصرية لسماع الرأي والرأي الأخر لتدعيم صانعي السياسات العامة والمشاركة في تنفيذ هذه السياسات ومن ثم الرقابة ومتابعة هذه السياسات للخروج من عنق الزجاجة. فلقد جاء الحوار الوطني في توقيت قاتل ومتابعة مستمره من جانب المجالس التشريعية . فدائما وأبدا من خارج المباراة يرى المشهد بكل أريحية ويفحص ويحلل ويعدل ويحذف ويضيف ويقوم بوضع الأطروحات في توقيتها المناسب. يا سادة إننا في أمس الحاجة للتعاون والوحدة والتنسيق بين كافة الطوائف لحل كافة الأزمات بإعلاء كلمة مصر فوق رؤوس الجميع بشكل مدروس وممنهج بسماع الأراء والخروج بتوصيات لها قوة التنفيذ لتدعيم الوزارات والهيئات والاقاليم الادارية المختلفة في محاولة لوضع كراسة الحلول أمام الجميع.
فقد يكون هناك فكرة مفيدة وقد يكون هناك طرح جديد وقد يكون هناك رؤية حديثة وقد يكون هناك مشاهد لم ترى بالعين المجردة فكبار الدول تجعل من مجالس الحكماء وذوي الخبرة والجلوس مع العلماء ورقة رابحه لتحديد سياساتها خلال المراحل القادمة. إن مصر تتجه نحو الأفضل بسماعها للأصوات المختلفة في سابقة هي الأولى من نوعها للخروج من عباءة الصندوق المظلم والروتين اليومي المميت والأفكار التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
إن الدولة المصرية يا سادة تدرس من خلال خبرائها كل الأراء حتى يدرك الجميع أننا نبحث القوانين والاطروحات ونقسم الموضوعات ونوزعها بشكل علمي للخروج بتوصيات ملزمة تسعى الادارات التنفيذية لتنفيذها.
لا زال أمام المجتمع المدني والخبراء والاداريين والاقتصاديين والسياسيين والادباء وأصحاب الرأي الكثير والكثير لاثراء هذا المشهد وهذا العيد الذي جعل صورة مصر أمام الدول ذات طابع خاص يملؤه الديمقراطية وتعلوه الحرية وفي أسفلة المناقشات وعن يمينه الرأي وعن يساره الرأي الأخر.
فها هي مصر بقياداتها وحكمائها يضعون الخطوط العامة الرئيسية من أجل غد أفضل لا يعلم مداه إلا الله ذو ضبابية خاصة وتحديات جسيمة وأمراض قضت على الأخضر واليابس وتغيرات مناخية بالغة الصعوبة وأوضاع اقتصادية ومالية ذات تذبذبات حاده.
فها هي سوريا وليبيا وفلسطين ومؤخرا السودان بخلاف النزاعات الدولية بين موسكو وكييف والحروب الباردة بين الغرب وواشنطن وبين الولايات المتحدة والصين مما جعل العالم في مهب الريح في ظل تطورات قاسية موجعة سريعة الضربات. فإني أعلم تمام العلم أن الحوار الوطني سيخرج بسيناريوهات متعددة وحلول عاجلة وآجلة بحسابات محددة وبكفاءة وفعالية ذات طبيعة خاصة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.