محمد بغدادي يكتب | من سيسكن البيت الأبيض؟

0

تساؤل رئيس يطرح نفسه في الأروقة السياسية العالمية خاصة وأننا نتحدث عن انتخابات تعد من أقوى الانتخابات المعقدة في العالم حيث أنها تتم في كل الولايات الأمريكية برعاية المجمع الانتخابي بنسب مختلفة وبطرق متباينة وبتقسيمات متعددة ولا يزال الحزب الديمقراطي والجمهوري لهما اليد العليا في الانتخابات الأمريكية ومرشحهما يقودا دولة واشنطن طوال أربع سنوات هي المدة الفعلية لتواجد الرئيس الأمريكي داخل البيت الأبيض، فواشنطن التي لا تزال تسيطر على العالم منذ التسعينيات باعتبارها القطب الأوحد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ورغم ظهور كيانات اقتصادية كبيرة ودولًا أخرى قوية أسيوية وغيرها إلا أنها لا تزال تحافظ على قواعد اللعبة السياسية في يدها ولها الكلمة الأخيرة في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. ومنذ دخول بايدن البيت الأبيض وتأرجح السياسة الأمريكية مع دخول الحرب الأوكرانية التي لا تغني ولا تسمن من جوع حيث أنها حربًا فقدت فيها واشنطن بعضًا من هيبتها وقوامتها أمام العالم بجانب المعسكر الغربي برعاية الاتحاد الأوروبي حيث أنه لا يزال المعسكر الشرقي له نصيب الأسد وفي يده بعضًا من قواعد اللعبة السياسية.

لذلك ومع خروج بايدن من البيت الأبيض وإعلان انسحابه من الانتخابات الأمريكية فُتح الطريق وبقوة أمام طموحات ترامب الذي يناور ويحارب ويصارع الموت من أجل الحصول على أصوات الأمريكان ورغم تعرضه في الآونة الأخيرة لسلسلة هجمات إعلامية وتحقيقات وشائعات وآخرها محاولة اغتياله إلا أنها جميعًا تصب في مصلحة هذا المرشح الذي اعتبره هو رجل المرحلة الصعبة في الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تحديات عالمية شديدة اللهجة مع مساعي بوتن المستميتة لضرب هيبة الدولة الأمريكية واستدراجها لحرب أوكرانية افقدت العالم الكثير والكثير.

رغم ظهور هاريس ومباركة بايدن لها برعاية الحزب الديمقراطي ودخولها الانتخابات الأمريكية في محاولة لاستدعاء روح هيلاري كلينتون والمحاربة من أجل اقتناص سيدة رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن المحاولات السابقة لم تنجح لجعل سيدة في سدة الحكم بواشنطن إلا أن تواجد شخصية ترامب داخل كل بيت في واشنطن وتأثيره في سياسة واشنطن الداخلية والخارجية أصبح حقيقة لا تقبل الشك خاصة وأن جذور هاريس أفريقية أسيوية مما يجعل طريق الرئاسة الأمريكية ممهدًا أمام ترامب برعاية الحزب الجمهوري لسبب بسيط هو أن شخصية الرئيس كان لها دورًا بارزًا في سياسة واشنطن آنذاك.

لا ننسى أبدًا أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية يغلب عليها الطابع المؤسسي رغم الأدوار المختلفة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي حيث إنه رئيس السلطة التنفيذية للحكومة الاتحادية وقائدًا أعلى للقوات المسلحة إلا أن الدستور والقانون لهما الدور الأول في الضغط على السلطة التنفيذية لتقييدها. تساؤلات كثيرة وتحليلات وتبقى الكلمة العليا لصندوق الانتخابات هل سيفعلها “دونالد ترامب” ثانية أم ستفعلها “هاريس” للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة وتصبح أول سيدة تقود الدولة الأمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.