محمد حمدي عبد العليم علام يكتب | هل سنشهد تصعيداً يومياً؟

0

بينما يراقب العالم بترقب، يتصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان بشكل مقلق في الآونة الأخيرة. المشهد الجيوسياسي في المنطقة، والذي يحمل معه إرثًا طويلًا من الصراعات، يشهد تصعيدًا جديدًا، قد يُؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، إذا لم تتخذ الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي خطوات حازمة، لتخفيف التصعيد.
خلال الأسابيع الماضية، كانت الحدود الجنوبية للبنان مسرحًا لتوترات متزايدة، تتخللها عمليات قصف متبادل، وتحركات عسكرية من الجانبين.
لبنان، الذي يُعاني بالفعل من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة تهديد أمني، يلوح في الأفق، ويُثير قلق شعبه وجيرانه على حد سواء.
تصعيد عسكري أم حرب مفتوحة؟
ما يشهده لبنان من عدوان إسرائيلي مقلق، ويضع المنطقة على حافة الهاوية. تصرفات إسرائيل الأخيرة على الحدود اللبنانية، تتجاوز الرد العسكري إلى تهديد واضح لسيادة دولة مستقلة. القصف الذي استهدف مناطق حدودية، يتسبب في معاناة المدنيين، حيث تُدمر منازل وتُقتلع الأسر من أماكنها في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة.
فمنذ حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ظل الوضع في الجنوب اللبناني متوترًا، ولكنه كان مستقرًا إلى حد ما. ومع ذلك، أي تصعيد جديد، قد يدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة، سيكون ضحاياها من الأبرياء أولًا وقبل كل شيء.
يطرح هذا التوتر، العديد من التساؤلات حول دور المجتمع الدولي؛ أين هم القادة الذين يرفعون شعارات حقوق الإنسان وحماية الشعوب؟.. لماذا لا تتدخل القوى الكبرى لوقف هذا التدهور الخطير؟.. يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجميع المنظمات الدولية، أن تتخذ موقفًا حاسمًا لمنع المزيد من التصعيد. إن عدم التحرك أو التغاضي عما يحدث، يضع مصداقية المجتمع الدولي على المحك. يجب أن تكون هناك مطالبات واضحة لإسرائيل، لاحترام سيادة لبنان، والامتناع عن استخدام القوة العسكرية كوسيلة لحل النزاعات.
الآثار الإنسانية والمعاناة المتزايدة
لبنان تعيش بالفعل في وضع اقتصادي مأساوي، حيث يُعاني الناس من نقص في الوقود، والدواء، والغذاء. وفي ظل هذه الظروف، يكون من الصعب جدًا، تخيل كيف سيصمد الشعب اللبناني أمام أي تصعيد جديد؟. الحروب لا تُؤدي إلا إلى مزيد من النزوح والدمار، وتجعل من الصعب على الناس العاديين، إعادة بناء حياتهم. فالمدنيون في لبنان، كما هو الحال في أي صراع، هم الذين يدفعون الثمن الأكبر. فلا يُمكن للعالم أن يبقى صامتًا أمام المعاناة الإنسانية المتزايدة، التي يُواجهها الشعب اللبناني. يجب أن تُسمع أصوات هؤلاء الأبرياء، وأن تُتخذ خطوات ملموسة لحمايتهم. إن استمرار التصعيد العسكري، لن يخدم أي طرف، وسيدفع بالمنطقة إلى دوامة من العنف لا نهاية لها. العالم بحاجة إلى أن يُوجه اهتمامه لما يحدث في لبنان الآن، وأن يعمل على إنهاء هذه الحلقة المفرغة من العنف والعداء.
ختامًا؛ ما يحدث بين إسرائيل ولبنان، ليس مجرد صراع عسكري آخر في منطقة تُعاني من توترات مستمرة. إنه اختبار حقيقي للمجتمع الدولي ولقدرته على حماية المدنيين وفرض السلام. إن بقاء العالم في حالة صمت، قد يكون بمثابة إعطاء الضوء الأخضر، لتصعيد خطير يُمكن تجنبه. ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته الآن، لأن كل دقيقة تمر دون تدخل فعّال، تعني مزيدًا من المعاناة والدمار لشعب يُعاني بالفعل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.