من جديد، تثبت مصر أنها حجر الزاوية في استقرار المنطقة، وصاحبة الدور الأصيل في صناعة السلام لا في مراقبته. من شرم الشيخ، مدينة السلام، انطلقت بشرى إنهاء الحرب في غزة بعد عامين من الدمار والمعاناة، عبر اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار، برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لقد كانت القاهرة، كما اعتادت، في قلب المشهد الإنساني والسياسي، تقود الجهود الدبلوماسية المكثفة لوقف نزيف الدم واستعادة الهدوء. لم يكن هدف مصر تحقيق إنجاز سياسي أو انتصار إعلامي، بل كان – كعادتها – إنقاذ الأرواح وإعادة الأمل لشعوب أنهكتها الحروب.
هذا الاتفاق لم يُنهِ فصلاً من الصراع فحسب، بل فتح صفحة جديدة للأمل في مستقبل تسوده العدالة والاستقرار، وأعاد التأكيد على أن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمتلك من الحكمة والرصانة ما يجعلها قادرة على إدارة الملفات الأكثر تعقيدًا بحنكة وشجاعة.
لقد جاءت جهود مصر امتدادًا لدورها التاريخي في الدفاع عن الحقوق العربية، وإعلاء صوت العقل والحكمة فوق صوت السلاح، لتؤكد للعالم أن السلام لا يولد بالصدفة، بل يُصنع بإرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة.
ومع توقيع هذا الاتفاق، تُعيد مصر إلى العالم المعنى الحقيقي لدورها: بلد يصنع السلام، ويحمي استقرار المنطقة، ويبني جسور الثقة بين الشعوب.
