يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب واحدًا من أبرز وأهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، إذ يُعد منصة حيوية تجمع بين الكتاب و القراء و دور النشر من مختلف أنحاء العالم. منذ انطلاقته في عام 1969، استطاع المعرض أن يحفر لنفسه مكانة خاصة في قلوب المصريين والعرب، ليصبح حدثًا سنويًا ينتظره الملايين من عشاق القراءة والمثقفين من مختلف الأعمار.
معرض القاهرة الدولي للكتاب هو أكثر من مجرد معرض لعرض الكتب؛ إنه احتفال بالمعرفة، و منصة للتفاعل الثقافي، و محطة هامة في رحلة الفكر العربي والعالمي.
على مر السنين، توسع المعرض بشكل كبير ليشمل دور نشر عالمية من مختلف قارات العالم، مما جعله حدثًا ثقافيًا عالميًا يشهد حضور مؤلفين كبار، مترجمين، و مفكرين من مختلف الجنسيات. لم يكن المعرض مجرد مكان لعرض الكتب فقط، بل كان أيضًا منبرًا ثقافيًا يحتفل بالعديد من الفعاليات المصاحبة مثل الندوات الأدبية، ورش العمل، وحفلات توقيع الكتب، والعروض المسرحية، التي تجمع بين الثقافة والفن في بوتقة واحدة.
تستعد القاهرة لاستقبال عشاق القراءة والثقافة في الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يشهد هذا العام العديد من الإضافات والتطورات التي تهدف إلى تعزيز دوره كمحفل ثقافي عالمي.
■ صالة جديدة للكتب المخفضة: نافذة على المعرفة للجميع
في خطوة تستهدف جعل الكتب متاحة لشرائح أوسع من المجتمع، أُضيفت هذا العام صالة رقم 6 المخصصة للكتب المخفضة. هذه الإضافة تأتي كجزء من الجهود الرامية إلى دعم القارئ وتوفير المعرفة بأسعار مناسبة.
خمسة مؤتمرات ثقافية بموضوعات حيوية
يقدم المعرض هذا العام خمسة مؤتمرات بارزة تناقش قضايا ثقافية معاصرة، منها:
ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي، التي تستشرف مستقبل الترجمة.
مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية، لإعادة قراءة التراث الفكري.
الملكية الفكرية، بالتعاون مع اتحادات ناشرين دوليين مثل الاتحاد الإنجليزي والأمريكي.
محاور ثقافية مبتكرة
يتميز برنامج هذا العام بمحاور ثقافية جديدة مثل:
ثقافتنا في…، الذي يستعرض أبعاد الثقافة المحلية.
الدبلوماسية الثقافية بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية.
قراءة المستقبل وتأثيرات مصرية، لفتح آفاق جديدة في التفكير الثقافي.
ضيفا شرف لعامين متتاليين
لأول مرة في تاريخ المعرض، يتم اختيار دولتي ضيف شرف لدورتي 2026 و2027، ما يعكس رؤية استراتيجية طويلة المدى لتعزيز التبادل الثقافي مع دول العالم.
شراكات جديدة مع المؤسسات الوطنية
يشهد المعرض تعاونًا مميزًا مع تنسيقية شباب الأحزاب والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مما يعزز من حضور المؤسسات الوطنية في الساحة الثقافية.
استحداث قاعة المؤسسات وقاعة العرض
تم هذا العام إنشاء قاعة مخصصة لفعاليات المؤسسات الوطنية، بالإضافة إلى قاعة العرض التي تستضيف مناقشات حول أربعة محاور رئيسية:
الترجمة إلى العربية: تسليط الضوء على سلسلة الألف كتاب الثاني وإصدارات المركز القومي للترجمة.
المصريات: مناقشة إصدارات سلسلة تاريخ المصريين وعقول.
التراث الحضاري: الاهتمام بالأعمال الصادرة عن دار الكتب والوثائق القومية.
أعلن وزير الثقافة عن إطلاق مبادرة “مليون كتاب”، والتي تهدف إلى توزيع مليون كتاب في مختلف المجالات الثقافية والمعرفية، دعمًا لرؤية الدولة في بناء الإنسان المصري وتعزيز وعيه الوطني. ستوزع الكتب على الوزارات والمؤسسات التعليمية والثقافية لضمان وصولها إلى جميع فئات المجتمع.
ختامًا: لم يكن معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداياته إلا حدثًا صغيرًا يهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة بين المصريين، ويعطي الفرصة للكتاب المحليين لعرض أعمالهم الأدبية والفكرية. ومع مرور السنوات، شهد المعرض تطورًا ملحوظًا، حيث بدأ يستقطب دور نشر من مختلف الدول، وتحول من معرض محلي إلى واحد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط.
على مدار العقود الماضية، أصبح المعرض منبرًا ثقافيًا عالميًا يستقطب المفكرين، الكتاب، و المترجمين من مختلف أنحاء العالم. لم يقتصر المعرض على عرض الكتب فقط، بل أصبح يضم أيضًا فعاليات ثقافية متنوعة مثل الندوات الأدبية، ورش العمل، حفلات توقيع الكتب، والعروض المسرحية، التي تساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الثقافات والجنسيات.
مع كل هذه الإضافات والفعاليات، يرسخ معرض القاهرة الدولي للكتاب مكانته كواحد من أبرز المهرجانات الثقافية في العالم العربي