محمد شعبان محمد يكتب | استفاقة المنتج الوطنى

0

على مر العصور تبقى الصناعة الوطنية هي الركيزة الأساسية في بناء أي اقتصاد قوي والمحفز نحو جعل المناخ مهيىء لتوطين استثمارات جادة وحقيقية على المدى البعيد ،ولعل من أبرز العوامل التي تجعل من المنتج الوطنى هو السبيل الوحيد للاعتماد عليه لإدارة تلك المنظومة هى الظروف المحيطة وقد ربما تكون مصحوبة بأزمات وتتضح تلك النظرية في كثير من دول العالم دليلاً واضحاً على نجاح تجربتها ومن أعظم هذه الدول تنفيذاً
(اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا وفرنسا)، ومن هنا لولا الاعتماد على الذات ما قامت النهضة الصناعية والهندسية في المانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وكذلك اليابان بعد هزيمتها من دول الحلفاء ما قد توصلت إلى التقدم الهائل في الصناعات الاليكترونيه ،وايضا التطورات التي حدثت في ايطاليا في الصناعات الكهربائية بعد هزيمتها في الحرب العالمية، وأما عن فرنسا لولا ظروف الثورة الفرنسية والهزيمة على يد الألمان ماكانوا قد توصلوا إلى الاتجاه نحو التصنيع للمحركات والمولدات والمفاعلات النواوية لتعويض نقص الطاقة الكهربية، فكل هذه الدول قادتها الظروف نحو الاعتماد على التصنيع المحلي ومن أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها وتوفير متطلبات المجتمع لديهم في المرتبة الأولى ثم بعد ذلك الاتجاه إلى التصدير الخارجي تباعًا،
أما عن مصر نشهد اليوم نهوض واهتمام كبير بالتصنيع المحلي والاستغناء عن المنتجات المستوردة من الخارج وذلك بعد قلة النقد الأجنبي والحروب الإقليمية والدولية التي يشهدها العالم الأمر الذي أدى إلى الاعتماد على شراء وبيع المنتج الوطنى فى جميع الأسواق والذي جعل المواطنين داخل المجتمع لم يعدوا يبحثون عن المنتج المستورد في حياتهم اليومية مما قد شجع على ظهور المنتجات المصرية مرة أخري في سلع قد بدأت أن تختفي لتعود إلى الأسواق مرة أخري مع الاعتناء وارتفاع مستوى الجودة في مجال الأغذية و الملابس والاكسسوارات و المصنوعات الجلدية ومستحضرات التجميل، والتى تمثل رقم كبير من الأموال التي قد تستنزف من السوق المصري أصبحت الآن رأس مال مضاف إلى التداول اليومي بين أفراد المجتمع ، وهذا يبرهن عن رؤية واضحة عن المسار الذي يتبناه الدولة في تلك الفترة وتعكس هذه الأمور تغيير تقافة ومفهوم خطأ ظل موجود فى فترات زمنية سابقة، وهناك مجالات لا تعتمد الدولة فيها على شراكات المستثمرين في الدخول الى تلك المواقع مثل العمل في صناعة التسليح والعمل على تطويره بواسطة مهندسين وعلماء مصرين لكي تصبح في وضعية الجلوس بين البلدان المصنعة للسلاح وهذا قد بدى واضحًا في إنشاء المقاتلات البحرية في شركات مملوكة للدولة مثل شركة ترسانة الإسكندرية وتدشين أكثر من نوع من الفرقطات واللانشات، ومؤسسات أخرى تعمل على انتاج وتطوير الدبابات وصناعة المسيرات وهي إحدي أنواع الدرونز التي تعمل بدون طيار للاستخدام في أعمال الاستطلاع والتصوير وتُحمل أيضًا بقدرات تدميرية
ونستنتج من ذلك أن المعروف في وقت الازمات تخرج الأفكار والحلول الجديدة لكى تكون هي البدائل المطروحة لتوفير الأمن القومي بمايشمله من اختصاصات سواء مدنية أو عسكرية. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.