محمد شعبان محمد يكتب | المواجهة المحتملة

0

باتت اليوم، الأحداث الأخيرة من تصعيد في الصراع السياسي داخل الأراضي الفلسطينية، والذي يشهده العالم بترقب، من خلال السعي الأمريكي الداعم لتهجير أبناء غزة، ومنح صلاحيات ومساعدات دون حدود أو شروط لدولة الكيان المحتل، استنادا إلى أفكار توسعية من شأنها القضاء على القضية الفلسطينية وحرمانه من حقوقه المشروعة في تقرير المصير، وفقا للقانون الدولي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، أن الاستقواء بالجانب الأمريكي نحو الدعم في تحقيق المخططات الاستيطانية يعد انتهاكا صارخا في حق الضمير الإنساني، والذي لا يقبله العقل أو المنطق، ولهذا كانت المساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية، جاء من قلب القاهرة، لوضع حد لهذه الاعتداءات من خلال إعلان الرفض، وعدم القبول بمثل هذه المقترحات، التي يتم فرضها بالقوة العسكرية، ويأتي هذا من منطلق الحرص الشديد على حقوق الشعب الفلسطيني العربي، والذي قوبل باستخدام التهديدات بمنع المساعدات الأمريكية لمصر، وكذلك الضغوط السياسية والاقتصادية وفرض الأمر الواقع كوسيلة أخرى للضغط، ولا أعني الرفض المصري سياسيا فقط، ولكن هناك رفض شعبي، يؤيد مثل هذه القرارات، ويعد انتهاك القوات الإسرائيلية
لطريق محور فيلادلفيا انتهاكا واضحا وصريحت لمعاهدة (كمب ديفيد)، واستعراض القوة أمام المصريين، لتحقيق نجاح أو مكتسبات إعلامية من شأنها إيهام الرأي العام العالمي بفرض السيطرة عليه، والذي يعد تهديدا بالقتال في مواجهة الجانب المصري، والذي كان من الطبيعي، أن يتم الرد عليه لحماية الأمن القومي المصري، لأن الاستفزازات العسكرية، التي حدثت، لا تحمل في طياتها من الحقائق إلا دليلا واحدا، وهو فشل عسكري وسياسي للإدارة الإسرائيلية، وعدم تحقيق نجاح واحد منذ حرب السابع من أكتوبر مع حماس، وقد أعلنها الجيش المصري أنه في حالة استعداد تام في أي وقت للوقوف في وجه أي اعتداءات عسكرية أو تهديدات محتملة، ولهذا جاء الأمر أولا بالتحرك نحو الحدود الشرقية بكامل العتاد العسكري والمعدات الثقيلة والتكتيكية، والانتشار على طول الحدود، والتمركز وإجراء عمليات ومناورات عسكرية واسعة، وهذا لم يكن يحدث من قبل على أرض سيناء، ويعقب ذلك إعلان الرفض الشعبي والسياسي للممارسات الأمريكية والإسرائيلية، وأن تطلب ذلك الوقوف أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر خلق حالة من تشجيع بعض القادة العرب في تبني قرار الموقف المصري، وهذا قد يكون حجر الزاوية لسؤال مهم
هل هناك مواجهة عسكرية مقبلة؟
من الأمور التي يجب مراعاتها في الجوانب المتعلقة في حالة استعداد الدول للحرب، يجب أن يكون هناك تأييد شعبي مسبق للقرار، وكذلك موافقة مجلس النواب، وتقدير مؤسسي من الوزراء والمسئولين في حال وجود مواجهة عسكرية، وهذا ما تجده في الجانب المصري، أما الجانب الآخر، فهناك انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا جراء سقوط قتلى وأسرى ومصابين في صراعات المقاومة الفلسطينية وخسائر مادية كبيرة، وهذه جماعات مسلحة، وليست مثل مصر جيوش منظمة لها من العتاد العسكري مالا يعد ولا يحصى من التسليح المعلن، وغير المعلن والتدريب والجاهزية المتطورة وكفاءة الأداء القتالية وأجهزة استخبارات من أقوى الأجهزة المصنفة عالميا ودوليا، والتحليل الدقيق للموقف الآن لما يحدث من تصريحات بإعلان الحرب سواء كانت من مصادر إعلامية أو مسئولين في الحكومة الإسرائيلية ما هي إلا رشقات كلامية لا تحمل أي شيء آخر ، وأن فرض الإرادة السياسية، جاء من الجانب المصري، وليس العكس بالاصرار على رجوع أبناء الشعب الفلسطيني، والبقاء في أرضهم، ومن المعروف عبر كل المواجهات التي قادتها أمريكا وإسرائيل خلال تاريخهم، أنهم لا يستطيعون أن يقبلوا على حرب بمفردهم، وهذا ما حدث في كل الحروب السابقة.
وهل سوف يكون حلف الناتو حليف الولايات المتحدة الأمريكية، والمتمثل في دول الاتحاد الأوروبي، عنصرا في هذه الحرب ؟
بكل تأكيد في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، لا اعتقد أن يكون لحلف الناتو أي تدخل أو دعم بعد ما تخلت عنها أمريكا في الصراع الروسي الأوكراني بسبب عدم توفر الدعم العسكري والتسليحي والمادي، وهنا اقف تحديداً عند دول لها ثقلها سياسيا وعسكريا، مثل ألمانيا و فرنسا، التي لها حق التصويت والاعتراض في مجلس الأمن الدولي والتي لم تنس ما فعلته أمريكا، لإفساد صفقة بيع الغواصات الفرنسية إلى أستراليا ولا تنسى أن الجانب المصري، يعد الآن أحد الدول المهمة لفرنسا بعد إبرام صفقة الغواصات (التيفون) وطائرات (الرفال)، فكيف تكون في الدول المناهضة لمصر ، أما ألمانيا وبعد أن تم إحراجها سياسيا وعسكريا من الإدارة الأمريكية من خلال مشاهدة درة الجيش ألماني وهي تحترق على يد تفوق السلاح الروسي، وأذكر هنا الدبابات (ليوبارد)، والذي قد يؤثر سلبيا على سوق بيع السلاح الألماني، وأن من المتعارف عليه أن أسلوب الجيش الإسرائيلي في تكتيكته، هو استخدام أسلوب الحرب الخاطفة، ولهذا السبب، فإن الجيش المصري، يعرف جيدا أنه في استعداد تام لتلقي ضربة استباقية حسب ما يتوقع ولهذا السبب، فإن القوات أصبحت في استعداد تام عند الحدود لإدارة المعركة في خارج حدود الدولة أو ربما يكون لدى الجيش المصري، هو الآخر ما يسمى بالضربة الوقاية.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم، كما وعدنا الله،
وأن القادة والحكام الأقوياء هم هبة من عند الله، يرزق الله بها من يشاء، وينزعها عن من يشاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.