محمد شعبان محمد يكتب | حروب خطوط الإمداد

0

برغم عن ما يحدث من صراعات في مناطق ساخنة مختلفة من العالم هناك حقيقة تتضح لنا ولاسيما تتلخص فى المناطق الجيوسياسية و المعابر الدولية وطرق الملاحة للسيطرة عليها وهذا المنطق ليس بجديد فان البدايات كانت في السيطرة على قناة السويس من خلال الاحتلال البريطاني وكان الألمان أيضاً يسعون إلى السيطرة عليها من قبضة الانجليزي لو لا معركة العلمين والتي حطمت طموحات النازيين في صحراء مصر ولو نظرنا على الجانب الآخر من العالم لوجدنا أن المشروع الفرنسي لإقامة قناة بنما والذي بداء العمل فيه بالفعل تدخلت امريكا لإزاحة الفرنسيين من أمامها وسيطرت على المشروع بل أنفقت عليه مبالغ مالية كبيرة لإتمام عملية التشغيل وبالتالي تتحكم في خط الملاحة للسفن بين المحطين الأطلنطي والهادي اي أن كل السفن التي تأتي من الصين الى اوروبا و قارة أمريكا اللاتينية و ايضا في بحر العرب قد تراى إيران قد بدأت في فرض نفوذها على السفن الناقله للبترول في الخليج العربي وكذلك مضيق هرمز ، و في الشرق قد تجد أن روسيا هي الأخري لم تكن في معزل عن ما يحدث فقد أحكمت سيطرتها على جزيرة القرم لكي يكون لها نفوذ علي السفن العبارة الي اوروبا الشرقية والبحر الأسود في المياه الدافئة وصولاً إلى مضيق البسفور ،
وهنا بعد أن اتضحت الفكرة للجميع
ما كان على الصين و روسيا و مصر الا الحاق بالركب في تكوين ملامح العالم الجديد من خلال السعي وراء البحث عن بدائل جديده لخطوط الإمدادات انطلاقاً من إعلان طريق الحرير الذي اعلنت عنه الصين وكذلك طريق الملك سلمان والذي يعبر البحر الاحمر ويربط بين قارتي آسيا وأفريقيا بين السعودية ومصر وكذلك طريق الاسكندريه كيب تاون البري وكذلك إقامة خطوط السكك الحديدية السريع التي تربط بين مينا العقبة ومينا العريش والذي يوفر الوقت والمسافة علي السفن في رحلاتها وذلك بجانب عمل قناة السويس بعد التوسعات والتطوير ،
و هنالك بعض الأمور قد تتشابه في الأهداف وتختلف في السمات فا خطوط الطاقة هي الأخرى تدخل الى الصراع فلا شك بعد ظهور احداث وتوابع الحرب الروسية الأوكرانية وتضامن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية إلي جانب اوكرانيا ،كان لاستخدام التهديد بقطع إمدادات الطاقة إلى أوروبا عن طريق خطوط الأنابيب الناقله للغاز الروسى أثر كبير على معطيات الواقع السياسي والاقتصادي للعالم،وفي منطقة شمال افريقيا والبحر المتوسط كانت هي البدائل المطروحة ولذلك فإن هناك صراع آخر قد بدأ يتكون بين الدول الإقليمية لمصر لكي تكون صاحبة المركز لتجميع ونقل الغاز الي اوروبا عبر المتوسط ولقد كان لمصر الأسبقية في إنشاء منظمة دول المتوسط لتصدير الغاز وانشاء مصانع لاسالة الغاز الطبيعي استعداداً لتصديره في مدينة دمياط كذلك أبرمت عدة اتفاقيات مع دول الجوار المطلة على البحر المتوسط لترسيم الحدود لكي تبدأ في إنشاء خطوط النقل بين بعضهم البعض مثل اليونان وقبرص ،
الأمر الذي أطاح بحلم إسرائيل وتركيا لعمل هذا المشروع بينهم واستبعاد مصر ولكن لم يكن هذا هو الواقع هناك خطوات اتخذتها الحكومة المصرية لكي تنجز هذا المشروع قبل أن تتحرك اسرائيل أو غيرها ولا شك أن كان هناك استفزاز كان يحدث من الجانب التركي من خلال عمليات البحث والتنقيب داخل الحدود اليونانية والقبرصية ولكن دون جدوى ، ولأن الصراع لم ينتهي فإن القادم سوف يكون على خطوط نقل الانتر نت والتي تتم عن طريق كابلات توضع في البحار لكي تربط بين الدول لنقل المعلومات ويرجع هذه الكابلات الي عام 1918 وهي كانت في البداية تقتصر على الاتصالات بين الدول وكذلك في بداية الأمر عند استخدام التليغراف ثم تطورت إلى الشكل الجديد المعاصر ولعل أن هذه الخطوط أيضا لاتقل أهمية عن أي خطوط نقل أخري وهنا نتكلم عن أهمية نقل بيانات ومعلومات واتصالات بين الدول ولقد كان لمصر أهمية كبيرة في هذا المجال و ذلك بفضل موقعها الجغرافي بين الدول ولهذا السبب فإن نحو 17خط من خطوط الكابلات تمر من خلال حدودها البرية والبحرية ولهذا فإن لمصر أهمية كبيرة بين دول العالم في مجالات عديدة
الخلاصه ”
أن مصر الان تتحول في سياستها لكي تكون فاعل في اللعبة السياسية الدولية ولاتكتفى بدور المشاهدة وانتظار النتائج كما كان يحدث في السابق بل من المتوقع لها أن تصبح قوة دولية في النسق المتعدد القطبية.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.