محمد شعبان محمد يكتب | سواعد الإخاء والتسامح
لم نشهد طول حياة الأمة المصرية دليلًا على شق وحدة الصف من التآخي الوطني بين المسيحيين والمسلمين في مصر. تاريخ يسطر أعظم البطولات والمواقف.
لقد حاولت القوات الاستعمارية في الماضي النيل من وحدة الشعب المصري من خلال ابتداع الفتن وإشعال الصراع بين المعتقدات الدينية. نموذج فاشل وقديم لم يستطع أن يفعل ما يحقق أهداف المستعمر.
على فترات متباعدة تطل علينا قوى الشر وأعداء الخير والإنسانية لتجدد أساليب ووسائل الإرهاب وخلق حالة من التشوية المتعمد والتشكيك بين أبناء الوطن الواحد. وهنالك الكثير من المواقف والأحداث التي شهدتها مصر تدل على ذلك مثل أحداث إمبابة فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات مرورًا بأحداث الصعيد والإسكندرية والتي قامت الشهيدة المسلمة بحماية الكنيسة الأمر الذي أوجب عليها التضحية والفداء بروحها الطاهرة في سبيل حماية أرواح اخوانها من الدين المسيحي وكذلك مدى العلاقة الصداقة بين الشيخ الشعراوى والبابا شنوده وهما من رموز الدولة المصرية.
إبان ثورة يناير والتي كانت ممتلئة بالأحداث المؤسفة لم يكن بمقدور أي فرد منا، من اللجان الشعبية في المناطق السكنية، الفصل بين حماية أرواح ومنازل المسلمين أو المسيحيين.
الخلاصة من ذلك أن الدولة المصرية هي دولة المواطنة التي تسع الجميع بمختلف الأطياف والمعتقدات الدينية التي أراد الله لها أن تكون هذه الأرض هي المحطة الأولى للانطلاق نحو الإنسانية بمختلف رسالاتها السماوية، والتي وعدت العباد بالحماية والأمان والاستقرار والرخاء والازدهار في العيش على هذه الأرض. وأن أهلها هم خير أجناد الأرض.. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.