محمد شعبان يكتب | الأقنعة الزائفة

0

في خضم الأحداث الأخيرة من الواقع السياسي الذي نشاهده كل يوم تتساقط اقنعه عن الوجوه الحقيقية لبواطن الأمور والتي عقدت العزم على التنصل من مسؤوليتها و الانسلاخ عن هويتها وقضاياها القومية العربية لم تتعلم تلك الوجوه من دروس التاريخ عبر العصور ،و لكن الطبيعي أنه سوف يتم تكرر تلك التجربة يوماً ما ويكون الناتج شعوبهم و حدود ممالك و دول ليست ببعيده عنهم في المسافات والتوقيت ،
والسند على ذلك هو الأيديولوجية التي يتبعها قوى الشر في العالم فى التعامل مع الآخر على أساس العرق أو اللون أو الدين ، ولهذا أوكد على أن مهما طال الزمن فإنكم أيضاً داخل الدائرة و لستم ببعيد ، أن التاريخ السياسي لم يضمن أو يبقى
على نظام سياسي إلى الابد ولكن كانت المواقف السياسية العظيمة بمثابة القلب النابض لاستمرار الحياة في اي حكم على مر التاريخ
وبات الشعب يرسخها و يعلمها لابنائه ،
أما من كان يتبع غير ذلك فهو الآن في ذهوت الملك ولم يترك فى رصيده عند الشعب سوى عدم الانتماء للوطن الذي لم يشعر به في حل مشكلاته أو قضاياه ، إنما ذهب إلى السعى وراء الثروات و التباهي والتفاخر
من هنا أثمن جهود الحكومة المصرية بما تقدمه من دعم في حل القضية الفلسطينية
دون كلل أو ملل باعتبارها من الملفات التي تتعلق ضمن الأولويات للامه العربيه من خلال السعي إلى عقد أكثر من قمة عربية و دولية لتقديم الملف بصورة دولية مشتملة بتأييد واسع من المجتمع الدولي العربي بغض النظر عن مدى الضغوطات التي قد تفرض عليها من خلال ذلك على الدولة المصرية وحدها و لكن من المؤسف حقاً أن تبحث عن ما حولك من أشقاء ولم تجد سواك ،
انا الغياب عن الحضور في الموعد المحدد للقمة العربية أفسح المجال أمام كل قوى الاستيطان والاستعمار لممارسة كل ما هو ابشع في حق المدنيين العزل بل كان مثل الضوء الأخضر للقصف و ذيادة الحصار و التجويع ، أن السعى نحو التطبيع أو التبادل التجاري و الاقتصادى لم يكن يوماً هو الكافي لتحقيق أهداف السلام
ولكن العدالة واحترام الحقوق و القيم الإنسانية هو الطريق الوحيد الصحيح الذي يجب أن تتبعه كل البشرية بل إنه خير السبل نحو تحقيق السلام
ولم نشهد يوماً ما أن العنف كان حلاً صائب ،و لن يتم تهجير لمواطن مها كانت جنسيته بالقوة العسكرية عن بلاده وذلك منطقياً لأن هذه الأرض هي أول موطئ قدمه وهي تاريخ أصوله ومهد أجداده وهي مواريث أحفاده وأبنائه، هناك نظرية قد تعلمنها من مجريات الحرب العالمية وهي ليست التحالفات العسكرية الغير معلنه والمعلنه أو الاستقواء بالقوى العظمى حلاً واقعياً لضمان استقرار الأوضاع السياسية داخل اركان اي حكم نظام سياسي مثل ما حدث في فرنسا و ايطاليا ولنا في سوريا مثال حي وتجربة في عصرنا الحاضر و منطقتنا العربية، ولعل هذا النموذج قد يكون درساً لباقي الزعماء والقادة والملوك والأمراء ،
أن مصر كانت ومازالت هي امل الامه والدرع المنيع في مواجهة كل قوى الظلم والطغيان هكذا كان قدرها الذي قدره لها الله فلا يوم باعت أو تخلت عن أشقائها في أصعب الظروف برغم اختلاف الزعماء أو الحكومات المتعاقبة ولم تسمح لنفسها بالمساس بشبر من ارضها على حساب إبرام اتفاق للاستقواء بقوى عظمى أو تنشأ قواعد لدول اجنبيه على أرضها رغم موقعها الجيوسياسي المتميز بين قارات العالم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.