محمد شهاب يكتب | الفهلوة

0

جاءت كلمة (الفهلوي) في لغتنا العربية بمعنى المحتال، كما جاءت بمعنى الشاطر والبارع والذي يستطيع أن يتكيف مع متغيرات المجتمع، وبالبحث عن أصل الكلمة تبين أنها من اللغة الفارسية القديمة وتعني (ماهر وبارع وشاطر وقادر على التكيف السريع مع متغيرات المجتمع) وهناك فى مجتمعنا أمثلة كثيرة جدًا يمكن أن نذكرها وهي على سبيل المثال وليس الحصر، الموظف الفهلوي هذا الموظف الذي يذهب إلي عملة كل يوم لقضاء حوائج الناس وإذا به يبدأ يومه بالإفطار الموسع ثم ينتقل إلى الحديث مع زملائه رويدا رويدا، ثم شرب الشاي، ولا يرد على عملاء المصلحة أو من يحضرون لعمل أوراق، ولا زالت (فوت علينا بكرة ياسيد).

هذا التفنن في تضييع وقت المصلحة ووقت الناس، مما يجعل الزحام كثيرا، لأن كل الاوراق مؤجلة وكل الأعمال مؤخرة، وإن أتى المواطن فيقول له الأوراق ليست كاملة حتى ولو كانت كاملة، فينقصها توقيع الأستاذة التي حصلت على إجازة بدون مرتب، أو ينقصها توضيح الختم، وقد يصير الأمر إلى فتح الدرج ووضع الشاي، عسى أن تسير الأمور للمواطنين.

إحقاقا للحق فقد تغيرت هناك أشياء كثيرة، فالدولة تحارب الفساد على قدم وساق، وليس هناك مسئول فوق القانون، بل الجميع أمام القانون سواء، ونرى كل يوم ماتقوم به أجهزة الشرطة وجهاز الرقابة الإدارية وأجهزة الدولة المعنية بمكافحة الفساد، حيث كان الفساد مستشريا حتى الأعماق، وهذا ما يدعوني إلى النداء الدائم بتربية الضمير الإنساني في هذا الوقت بالتحديد، حيث تمر مصر بمنعطف خطير في إثبات أحقيتها بالتقدم والحياة الكريمة وهذا ماجعل الدولة تضع نصب أعينها كرامة المواطن وحق المواطن في الأمن والسلام.

ولتحقيق هذه الأهداف جميعها وضعت الدولة، وعلى رأسها القيادة السياسية الحكيمة، نصب عينها ملف إنهاء الفساد تماما من الدولة المصرية.

قد تمثلت الخطوات في محاور رئيسية وهي إصدار القوانين واللوائح التى من شأنها مكافحة الفساد وتمكين الجهات الرقابية والقضائية من تحقيق الأهداف المرجوة منها، وذلك من خلال الإرادة الحقيقية من قِبل القيادة السياسية لمكافحة الفساد، دون تستر على أي نوع من أنواع الفساد أو على أي اسم من أسماء المفسدين بغض النظر عن مناصبهم أو مواقعهم.

وقد بدأت الدولة بالعاصمة الإدارية الجديدة (الجمهورية الجديدة)، وقد جاءت البداية بفكر جديد، يستند على التطور العلمي، وعلى أساليب التكنولوجيا المتطورة في أعلى درجات التطور؛ فبدأت بتدريب موظفي الجهاز الإداري للدولة المرشحين للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ومن ضمنها الدافعية للإنجاز، والاتزان الوجداني، وفعالية الاتصال، وكفاءة التعامل مع الواقع، وكفاءة الأداء، والانفتاح على الخبرة، والثقة بالنفس، والعمل الجماعي، واتخاذ القرار، وإدارة الوقت. هذا غير التحول الرقمى الذي قطعت فيه الدولة شوطا كبيرا من خلال التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى بناء مصر الرقمية والوصول إلى مجتمع مصرى يتعامل رقميًا فى كافة مناحي الحياة وإطلاق منصة مصر الرقمية والتي يستطيع المواطن من خلالها إنهاء كل متطلباته من أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفون اللذين أصبحا تتيحان للمواطن التعامل في استخراج بطاقة الرقم القومي، وشهادات الميلاد، والتموين، والتوثيق، والسجل المدني وترخيص السيارات وغيرها، وكل ذلك من خلال الوصول إلى نافذة واحدة. هذا إلى جانب العمل بنظام الشباك الواحد داخل العاصمة وإنهاء كل احتياجات المواطن في أقل وقت ممكن.

إن مصر تحارب الفساد كله بشتى الطرق والوسائل، وعلينا أن نعلم جيدًا أن مصر قادمة بقوة شعبها وجيشها وقيادتها، ومتسلحة بالعلم والتكنولوجيا وسواعد أبنائها وفكرهم الواعى لتأخذ مكانتها التي تستحقها بين الدول.

* محمد شهاب، المتحدث الإعلامي لحزب الجيل الديمقراطي

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.