محمد طه يكتب | الشباب المصري .. أيقونة الوطنية

0

مر أكثر من عقد على ثورة ٢٥ من يناير 2011 وكانت ثورة متعددة الجوانب في أسبابها وآثار التحول السياسي بعدها ومسار تصحيح الثورة وثورة يونيو 2013. ولسنا هنا للتحدث في الأسباب أو التحول الديمقراطي والسياسي فهو يحتاج إلى دراسات كاملة، ولكن سنُزيح اللثام عن جيل الشباب خاصة جيل الوسط الذي وقف وسط أهوال الثورة وواجهة التحديات والأزمات ووقف أمام مخططات أهل الشر من الداخل والخارج وكان محاربا صلداً في معارك بقاء الدولة وتثبيت أركانها في وجود قيادات وطنية وأبطال مخلصين وشباب طاهر ضحوا بأرواحهم فداء لمصر درة الأوطان ليكتب دائما لمصر الأمن والأمان والسلام والاستقرار بحفظ من رب العالمين.

كانت العقيدة الراسخة لهؤلاء الشباب بمثابة بنية قوية أتت من أغلب أسر الطبقة الوسطى ومن أعلام كان يقدم د.مصطفي محمود والشيخ الشعراوي وبرامج كعالم الحيوان والبحار ومسلسلات ملهمة رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة وأفلام ملحمية لأبطال القوات المسلحة والناصر صلاح الدين وخالد بن الوليد ومسلسلات اجتماعية مثل يوميات ونيس والثعلب والفرسان. كانت هناك مساحات لممارسة الرياضه بمبالغ مالية ببسيطة في متناول الجميع في الأندية والاستادات ومراكز الشباب كان هناك برامج لتدريب النشء والشباب سياسيا من وزارة الشباب ويستمر التدريب في برلمان الطلائع والشباب وإعداد القادة وأكثر الأنشطة تواجد حاليًا للمدارس والجامعات في اتحادات الطلاب والكشافة والجوالة.
جيل الوسط كان التوفيق من الله رفيق نجاح أغلب جيل الوسط في العقد الأخير في دعم الدولة المصرية وحفظ ثوابتها ومقدراتها والمشاركة في إعادة بناء الدولة هو الشاهد العيان علي القفزات التكنولوجية والتعليمية والعسكرية والحربية واستطاع التكيف مع كل المتغيرات واغلب الجيل ممن عاصر الأحداث يعرف جيدا أن العلم أصبح فريضه لا يحيد عنها وان التدريب الدائم مهارة لا عني عنها وكثيرة من هذا الجيل يعرف تمامًا فنون الحرب التي نعيشها وأدواتها وأساليبها في معركة دامية لا ترحم أحد فقد تستيقظ دولة في يوم ما وتصبح سراب كأن لم تكن بالأمس وتعقد التحالفات لتصبح الدولة فاشلة وتصدر الإرهاب والصراعات وتبقى ذكريات منها لجيل عاش بين دروبها. وفق مصالح بعض الدول.
إن الجيل الحالي من الحروب يستهدف الأفكار والمبادئ والقيم والثوابت الوطنية، كما يستهدف تشويه المجتمع وإظهار المجتمعات العربية الأممية وكأنها مجتمعات فقدت ترابطها الأُسري وقيمها وعاداتها وهو ما يخالف الواقع رغم وجود نماذج قد تكون أكثر سواء ولكن هذا وارد بحكم تلك الأفكار التي مرت في أوقات سابقة ووجود من العقول من يصدقها ويتوافق معها وتصبح قناعات لديهم يتغنى بالثقافة الغربية يتعلمها ويقلدها وينسي المصرية والعربية ويسير حالما خلف الحلم الأنجلو أمريكي، ويستمتع بالاستماع لحقوق الانسان والمرأة ولا يري ماذا فعل مدعين حقوق الإنسان في بلاده العربية والإفريقية وكيف تم خطف الرجال والنساء واستغلاهم علي مر قرون بخلاف ثروات وموارد الدول الإفريقية والعربية.
إن التحديات التي يواجهها الشباب حاليًا لم تعد الجيل الجديد من الحروب ولا التغير في بنية النظام العالمي فحسب بل هناك معركة الوعي والثقافة والمبادئ والقيم المصرية الأصلية أخلاق اهل القرية وحكمة الكبار شجاعة ورجولة أولاد البلد إلى في كتفك وفي دهرك.
قيمة الأسرة والأصدقاء والأقارب مفاهيم قامت الكثير من الدول عن طريق قوتها الناعمة بنشر أفلام ومسلسلات وبرامج تستهدف الوعي الجمعي وتضرب تلك الروابط بأفكار مسمومة وقد ساهم دخولها بعض الدول العربية مثل العراق عقب الاحتلال الأمريكي وسوريا واليمن وليبيا ولبنان في صرعات دامية عقب عام 2011 في تمرير بعض الأفكار وهجرة الملايين إلى الأمريكيتين أو أوروبا أو نزوح البعض إلى الدول المجاورة لاجئين أو الوصول إلى مصر وطنهم الثاني أخوه وأشقاء معززين مكرمين.
ما حدث منذ احتلال العراق من الولايات المتحدة وما أصاب العالم العربي من صرعات طائفية واثنية وحروب وانتشار الإرهاب الدولي المنظم والجماعات الراديكالية الحاملة للسلاح ووجود قواعد عسكرية أجنبية في الارضي العربية ووجود جيش أمريكي بالإضافة إلى الكيان الصهيوني.
كل هذه الأحداث ساهمت في دخول أفكار اخري الي المجتمعات العربية ومن هذه الأفكار تحتاج تكثيف الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية وتصحيح الأفكار والمفاهيم بشكل علمي ومواجهة الأفكار بالأفكار وتدريب النشء والشباب سياسيا واجتماعيا لمواجهة التحديات والمخاطر القادمة والشاب المصري قادر دائمًا وأبدًا على الانتصار واستمر قوة وترابط الشعب المصري هي الصخرة التي يتحطم عليها أحلام واوهام اهل الشر وأعوانهم حفظ مصر واهلها ودامت مهد الحضارات والديانات وارض الثقافة والابداع وارض الاشداء.

* محمد طه، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.