محمد عبدالعظيم عليوة يكتب | التراث الأدبي والفني ودوره الوطني

0

لقد شكل التراث الادبي والفني وخاصة في الحالة المصرية حالة سحرية في إحياء الروح الوطنية وإزكائها عبر الزمن وعبر المواقف العصبية
وشكل من ناحية أخرى ربط عظيم بين المصريين وتاريخهم ومواقفهم الوطنية. لقد كانت هذه الحالة مرتبطة ارتباط وطيد بتغلغل الإبداع الفني والادبي في نفوس المصريين من ناحية وتنوع انتجاهم فيها ريفا وحضرا صحراء وساحل كل اهل إقليم بلكنتهم وسلوكهم والفاظهم وأوصافهم وحواضرهم
ومن ناحية أخرى كون المبدعين والفنانين من أبناء هذا الشعب عاشوا حالة من التلاقي الكبير مع هموم هذا الشعب وألامه وانتصاراته حتي غدا الامر في قمة التناغم.
فمن يستطيع الفصل بين موسيقي بليغ حمدي في الله أكبر بسم الله وبين حرب أكتوبر. لقد ظن المصريون احيانا ان الأغنية كانت الموسيقى التصويرية الخاصة بالحرب! وتلك رسالة فؤاد نجم للجبهة في الستينات “وه يا عبدالودود يا رابط علي الحدود ومحافظ علي النظام” التي شكلت وصل طمأنينة لجنودنا في الحرب من الواقع الشعبي وان المدنيين في الشارع يستشعروا ألامهم وان كل امال النصر والكرامة معلقة بقبضتهم علي السلاح، وموسيقي عمار الشريعي في ملحمة رأفت الهجان والتي تشكل في الوعي المصري المعنى الوطني الخالص حتى كأنها ترانيم الوطنية المصرية الخالدة.
لقد شكلت تلك الأعمال رابط وطني قوي في نفوس المصريين وتلخيص للمعني العظيم للحدث وتخليده في نفوسهم بكلمات والحان مصرية خالصة ترسخت في اذهانهم واصبح استدعاء الحدث وتأثيره في نفوسهم وإرهاف إحساسهم به أمر سهل بسماعهم للعمل الفني فقط دون حتي ذكر الحدث
ان الازكاء الكبير لتلك الروح وتنميتها جزء من تعطي النسيج الوطني وإبقاء المصريين كتلة واحدة بذاكرة وطنية واحدة وبقلب واحد ينبض بعيدا عن التمزق والتعصب والخلاف ويعيد لاذهان الناس أيام أمجادهم الخالدة فتنجو بهم بعيدا عن مواطن الشقاق والفتن. وهو ما يجب أن نحرص عليه دائمًا مستغلين نبع الإبداع المصري الأصيل والحضاري العظيم الذي لا ينضب إبداع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.